ان المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فأذا ابتغيت العلم فعليك بالعلماء واذا ابتغيت الحكمة فعليك بالحكماء واذا ابتغيت غير ذلك فعليك بأى فصيل تريد ان تتبع وبالاكتساب ستكون عضو فعال فى الفصيل الذى تنوى ان تنتمى اقول هذا لمن يبحث عن طابع خاص فدائما انتقى واذا اردت ان تكون ذكيا فعليك بمخالطة الاذكياء وان لم تجد اقرأ اثرهم ومافعلوه وكتبوه والان اسرد لكم بعضا مما قرأت من كتب التنميه البشريه ركز عليها واجعلها عادة شخصيه فهناك أمور نفهمها (ونشعر بمعناها) ولكن يصعب علينا شرحها أو وضع تعريف لها.. وبصرف النظر عن التعريفات العلمية للذكاء غالباً ما نعرف أنفسنا (نحن الأفراد) حين نتصرف بذكاء أو غباء.. بل يمكننا (كما أعتقد شخصيا) رفع حصيلة ذكائنا المكتسب من خلال محاكاة العناصر الذكية في أي قصة أو موقف ذكي ثم محاولة تقليده وتبنيه كعادة شخصية.. وفي الأسطر التالية سأخبرك بأربع قصص مختصرة حاول بنفسك تخمين عناصر الذكاء فيها ثم محاولة تطبيقها ومحاكاتها في حياتك. فذات يوم قرأت مثلاً عن مواطن بلجيكي دأب طوال 20 عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه "يهرب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب (!). السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي لم تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!!. أما عنصر الذكاء هنا فهو (ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي!). أيضاً، جاء عن حذيفة بن اليمان انه قال: دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي: اذهب الى معسكر قريش فانظر ماذا يفعلون، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل احداً يعرف احدا) فقال ابو سفيان: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفا من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكا: أنا فلان بن فلان!. .. وعنصر الذكاء هنا (أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟). أما أبو حنيفة فتحدث يوما فقال: احتجت إلى الماء بالبادية فمر اعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني اياها بخمسة دراهم فدفعت إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها.. وبعد أن ارتويت قلت: يا أعرابي هل لك في السويق، قال: هات.. فأعطيته سويقا جافا اكل منه حتى عطش ثم قال: ناولني شربة ماء؟ قلت: القدح بخمسة دراهم، فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!!. .. وعنصر الذكاء هنا (إضمار النية وخلق ظروف الفوز)!! وأخيراً هناك حركة ذكية بالفعل قام بها أحد النبلاء الفرنسيين.. فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر والعرافة) انك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعءتُه بلا شعور.. فقالت الزوجة بهدوء: وهل أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله "إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غدا وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!.. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران.. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط!. .. وعنصر الذكاء هنا هو (استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك)!!. .. وكما قلت في بداية المقال هذه مجرد نماذج لعناصر ذكية يمكنك استنتاج مثيلاتها بنفسك من أي قصة أو موقف ذكي قد تصادفه مستقبلاً، وحين تكتشف عنصر الذكاء فيها حاول (تشربه) ومحاكاته حتى يصبح عادة وطبعا دائما في شخصيتك!. ..ملحوظة ----------------- اتمنى ان تفهم قصدى استغل الذكاء دائما فى الخير والا اصبح الذكاء غباء السارق الذى يسرق فى غفلة من العيون يتصور فى العادة انه يقوم بعمل من أعمال الذكاء كما يظن الانتهازى الذى يقفز على أكتاف الآخري بالرشوة واختلاس الفرص أنه أمهر وأقدر من غيره ..او اللذين يعيثون فسادا على الفيس بوك ويشعرون انهم فى مأمن لو أن هؤلاء تابعوا فاتورة أعمالهم الى مجموعها النهائى وتابعوا ما تعرضوا له من خصومات لفوجئوا بأن الأعمال ترتد على صاحبها دائما فالذى يتبول فى النهر هو الذى يشرب منه .. وعادم السيارة يزكم أنف صاحبها كما يزكم أنوف الأخرين .. ورشاش المبيدات يقتل الحشرة الضارة والحشرة المفيدة ويصيب السمك فى البحر والفاكهة على الشجر ويصل الى لبن المرضع ولا يزال يتنقل حتى يصل الى أكباد هؤلاء الذين رشوا المبيدات والى أيديهم فيشلها ويتلفها إن الشر والفساد له دورة يدور فيها يوزع فيها الاضرار على كل من يمر بهم ولا يزال يتنقل حتى يصل الى صاحبه فيصيبه .. وهذه الدورة لا تعفى احدا .. كلنا فى نفس السفينة .. والذى يخرق السفينة أو يحاول ان يسرق منها لوحا أو مسمارا سيكون نصيبه الغرق مع الباقين .. لن يقول أفلت بنصيبى من مجتمع المغفلين ..فحقيقة الأمر انه أول هؤلاء المغفلين وأكثرهم غباء .. وانه لن يفلت ..وإنما أذكى الكل هو الصادق المستقيم الفاضل الامين ولو أدرك المجرم ان جريمته ستصيبه لتردد فى ارتكابها ولكن قصر النظر صور له أنه سيهرب والحق انه لم يكن يرى ابعد من انفه ..فالعالم اتصل الأن وتقارب وتلاحم واصبح كنقطة فى فنجان وقنبلة ذرية تطلق فى صحراء نيفادا يمكن ان تغير علاقات الطقس فى الفلبين وتثير غبارا ذريا يؤثر على المواليد فى استراليا ويقتل الأجنة فى اليابان .. ولذلك يجتمع الآن السياسيون العقلاء ليتفقوا على عدم تفجير القنابل الذرية وعلى الحد من الأسلحة النووية وعلى الحياة فى السلام لان الحرب سوف تقضى على الغالب والمغلوب ولن يسلم من المعركة أحد ان تاجر المخدرات لن يهرب سليما بغنيمته فقد خلق مجتمعا من المخدرين وهو يعيش ضمن هذا المجتمع ويتعامل معه وسوف تصيبه الشرور التى أطلقها ان لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد وان لم ترتد عليه فعلى بيته واولاده والعالم بفضل العلم والأقمار الصناعية واللاسلكى والتلكس والتليفزيون اصبح صغيرا جدا .. اصبح غرفة واحدة وعائلة واحدة يرى الواحد فيها الآخر ويكلمه بمجرد الضغط على زرار فأين يهرب المجرم بجريمته ونحن فى سفينة واحدة متى ندرك هذا ونعيه جيدا ؟