لا شك أن الفتق (hernia) بأنواعه من أكثر الأمراض شيوعاً وتكاد لا تخلو أي قائمة عمليات في أي مستشفى عام من عملية أو أكثر من عمليات الفتق. والفتق يصيب حوالي 2% من السكان بحيث يشكل الفتق الإربي 73% من الحالات، ويشكل الفتق الفخذي 17% من الحالات، ثم الفتق السري ويشكل 8.5% بينما تشكل باقي الأنواع 1.5% وهذا لا يشمل الفتق الشقي والذي يحصل بعد العمليات الجراحية. والفتق هو بروز الأحشاء من منطقة ضعيفة من جدار البطن وقد يظهر في أي سن وهو يظهر في كلا الجنسين -الذكر والأنثى- ولكن بعض الأنواع يكثر حدوثها عند الذكور والبعض الآخر يحدث أكثر لدى الإناث. والفتق نوعان: 1) فتق خارجي وأشهر أنواعه الفتق الإربي "وهو أصل الفخذ أي منطقة التقاء الفخذ مع البطن" والفتق الفخذي والفتق السري (فتق في منطقة السرة). 2) فتق داخلي وأهم أنواعه فتق الحجاب الحاجز. وهنالك عوامل عدة تؤدي إلى ظهور الفتق، كالضعف الخلقي في تلك المنطقة من جدار البطن أو الحمل المتكرر أو لدى البدناء أو غير الممارسين للرياضة والتي تمتاز حياتهم بالخمول. ومن تلك العوامل أيضاً العوامل التي تسبب زيادة الضغط داخل البطن كالإمساك المزمن أو السعال المزمن أو تضخم غدة البورستات في الرجال كبار السن أو عند رفع أشياء ثقيلة. وغالباً ما يحتوي كيس الفتق على جزء من الأمعاء أو جزء من المثانة البولية أو أحد المبيضين أو يحتوي فقط على سائل، وأول ما يسترعي انتباه الشخص أو انتباه الأهل هو وجود تورم وتضخم في منطقة الفتق، قد يكون صغيراً أو كبيراً وملفتاً للانتباه ولا يكون مؤلماً في الغالب، ويمكن دفع ذلك التورم داخل البطن عند الضغط عليه بالأصابع. ويمكن للطبيب تشخيص الفتق بسهولة وربما يعتمد على وصف الأهل في حالات كثيرة، وعند الأطفال الرضع قد لا ينتبه الأهل لوجود الفتق بينما يعاني الطفل من الآلام ولا يتوقف بكاؤه ولا يعرفون سبباً لذلك البكاء، وتتكرر زيارتهم للطبيب الذي بدوره قد لا يتنبه لوجود الفتق خاصة إذا كان الفتق غير ظاهر ساعة الفحص حتى يتم اكتشاف الفتق ويتم إجراء الجراحة اللازمة. وعملية الفتق في الأطفال دقيقة لرقة أنسجة الطفل وبسيطة في نفس الوقت حيث لا يتجاوز وقت العملية بضع دقائق ويغادر الطفل المستشفى بصحبة أمه في نفس اليوم أو اليوم الثاني. لماذا الجراحة هي الخيار الأفضل؟ في الواقع هنالك مضاعفات عديدة وخطير للفتق وكما ذكرنا أن الشخص أو الأهل يمكنهم بضغطٍ من الأصابع دفع محتويات الفتق إلى داخل البطن وهذا ما نسميه بالفتق الراجع ولا ينصح بدفع تلك المحتويات إلى داخل البطن إلا من قبل طبيب مختص، ولكن قد لا يتمكن الطبيب في بعض الأحيان من دفع تلك المحتويات إلى داخل البطن ويكون الفتق مؤلماً عندها وتسمى هذه الحالة بالفتق غير الراجع، وقد يكون الفتق مؤلماً جداً ومتورماً وقد يتحول الفتق من فتق بسيط إلى فتق ملتهب أو فتق مسدود وأخطر تلك المضاعفات هي الاختناق حيث يتعرض المريض للقيء والألم المستمر والإمساك الشديد وإذا استمرت تلك الحالة قد تؤدي إلى موت جزء من الأمعاء المحشورة داخل كيس الفتق وبالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث غرغرينا في هذا الجزء. كلامنا السابق ينطبق في معظمه على الفتق الإربي، وكما ذكرنا في بداية الحديث فهنالك أنواع عديدة للفتق ومن تلك الأنواع نذكر الفتق السٌري أو فتق السرة، ففي الأطفال وحتى السنة الأولى من عمرهم. لا يلجأ الجراح في الغالب لاستعمال الجراحة حيث عادة ما ينغلق الفتق ويشفى وحده وقد يستطيع طبيب الأطفال دفع الانتفاخ بأصابعه أثناء قيامه بالفحص السريري أما إذا استمر الفتق بعد سن العام أو العامين مع زيادة في الانتفاخ والشعور بالألم فالجراحة هي الحل. وأما لدى الكبار فالعملية هي الحل منذ البداية وذلك لوجود التصاقات داخلية تعرض الشخص للمضاعفات. ومن أنواع الفتق الخارجي الفتق الفخذي وهذا النوع يصيب الإناث أكثر من الذكور ويحتاج إلى الجراحة. وأما الفتق الشقي فيحدث في جروح العمليات الجراحية نتيجة التهابات الجرح أو تعرض المريض قبل الشفاء التام للسعال الحاد أو الإمساك وانتفاخ البطن، وغالباً ما يحتاج لإجراء عملية لتصليح الفتق.