اذا كنت انت عاقل حقا --فالعدو العاقل سيتم التعامل معه على هذا الاساس --العقل الذى يخضع للمنطق والبعد عن التطرف والتغالى فى الخصومه وحساب المخاطر لتلك الخصومه ماذا ستكسب وماذا ستخسر -اما الاحمق فلا اساس لذلك واذا كان اساس التفاهم غير موجود فلن تتفقا ابدا لان لغة التفاهم مفقوده -والصديق عامة او الحبيب لانقف منه موقف الحذر واخذ الحيطه بل نحن معه مسالمون نحكى له اسرارنا ويعرف كل احوالنا فهو بالمختصر يعرف مايضرك بعكس العدو الذى نتوخى الحذر منه واتقاء شره --فلا يكون هناك مباغته واكثر الضربات قتلا هى التى تأتى من حيث لانتوقعها .ويجب ان نكون على حذر من ذلك والعدو معروف وانت حذر منه بطبيعتك لكن الاحمق يجب ان تعرفه وتتعرف على مواصفات شخصيته لان حبك له يعميك ويخدعك وسوف اسرد عليك راى بعض الحكماء فى الاحمق ووصف شخصيته فقد قال ابن الأعرابي : الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي، فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر من الأمور. والحق غريزة لا تنفع فيها الحيلة وهو داء دواؤه الموت.وقد قال الحكماء في صفات الأحمق: الأحمق: ضال مضل, سريع الغضب بدون معنى أو سبب, يرغي ويزبد وينذر ويتهم بدون حجة, ويهدد ويتوعد, ويكاد من غيظه أن ينفجر كما ينفجر المرجل, يعطي في غير محل العطاء, ويبخل في محل العطاء, يتكلم في غير نفع ومنفعة, وحتى بدون تفكير وبكل ما هب ودب, يتبع كلامه قسما وحلفا و غير أهل للثقة, يضع السر عند من ليس أهلا له, ويفشي السر بدون سبب, ومتوهم انه أعقل الناس, وربما توهم انه نبي. إذا تكلم عجل,وإذا حدث وهل, وإذا أستنزل عن رأيه نزل, إذا استغنى بطر,وإن افتقر قنط,وإن مزح فحش,وإن سئل بخل,وإن سأل ألح, وإن ضحك بكى وخار,لا يفقه قولا ولا يحسن القول ,إن أونس تكبر, وإن أوحش تكدر,وإن أستنطق تخلف, وإن ترك تكلف,مجالسته مهينة, ومعاتبته محنة,ومحاورته تغر, وموالاته تضر, ومقاربته عمى, ومقارنته شقا. إذا قربته تكبر, وإذا أقبلت عليه اغتر, وإذا أحسنت إليه أساء إليك ، وإذا أبعدته تكدر ، وإذا أعرضت عنه اغتم ، وكلما رفعت من قدره درجة انحط من قدرك عنده درجة. وإذا ظلمته أنتصف منك, وإذا أنصفته ظلمك, وهذا منتهى الحمق . ولذلك قيل : مقاطعة الأحمق قربان إلى الله . وقال الثوري: النظر إلى وجه الأحمق خطيئة مكتوبة، ونعني بالعاقل الذي يفهم الأمور على ما هي عليه إما بنفسه وإما إذا فهم . وأما حسن الخلق فلا بد منه إذ رب عاقل يدرك الأشياء على ما هي عليه ولكن إذا غلبه غضب أو شهوة أو بخل أو جبن أطاع هواه وخالف ما هو المعلوم عنده لعجزه عن قهر صفاته وتقويم أخلاقه فلا خير في صحبته ، ومن صفات الصديق الأحمق أنه لا يكتم السر بل يضيق بالسر ذرعا ولا يحتمله ؛ قيل لبعض الأدباء : كيف حفظك للسر؟ قال : أنا أقبره . وقد قيل : صدور الأحرار قبور الأسرار . وقيل : إن قلب الأحمق في فيه ولسان العاقل في قلبه، أي لا يستطيع الأحمق إخفاء ما في نفسه فيبديه من حيث لا يدري به .وقيل لأبي يزيد : من تصحب من الناس؟ قال : من يعلم منك ما يعلم الله ثم يستر عليك كما يستره الله . وقال ذو النون: لا خير في صحبة من لا يحب أن يراك إلا معصوماً ومن أفشى السر عند الغضب فهو اللئيم لأن إخفاءه عند الرضا تقتضيه الطباع السليمة كلها . وقد قال بعض الحكماء: لا تصحب من يتغير عليك عند أربع : عند غضبه ورضاه، وعند طمعه وهواه. بل ينبغي أن يكون صدق الأخوة ثابتاً على اختلاف هذه الأحوال ولذلك قيل : وترى الكريم إذا تصرم وصله= يخفي القبيح ويظهر الإحسانا وترى اللئيم إذا تقضى وصله= يخفي الجميل ويظهر البهتانا ، واعلم أن الناس ثلاثة: رجل تنتفع بصحبته، ورجل تقدر على أن تنفعه ولا تتضرر به ولكن لا تنتفع به. ورجل لا تقدر أيضاً على أن تنفعه وتتضرر به وهو الأحمق أو السيء الخلق فهذا الثالث ينبغي أن تتجنبه، فأما الثاني فلا تجتنبه لأنك تنتفع في الآخرة بشفاعته وبدعائه وبثوابك على القيام به، وقد أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إن أطعتني فما أكثر إخوانك أي إن واسيتهم واحتملت منهم ولم تحسدهم .