خطأ يقع فيه صاحب كل مقعدة تستطيع أن تجلس على كرسى من كراسى الحكم فى بلد من بلاد الوطن العربى الموقر وهو السير على نهج الحكام القدامى فى ممارسه سياسة (كسر نفس المواطنين ) والغريبة أنه لم يفكر أحد منهم فى أن يتعظ من مواقف الحكام السابقين. كان المخلوع مبارك دائم القول: أن مصر ليست تونس . هل كان فعلا يملك قدر من الموضوعية لأقناع عقله بصدق هذه الجملة ؟؟ أم أن الحقيقة أنه لم يكن يريد أن يصدق أن مصيره سوف يصل به إلى نفس المصير الذى وصل إليه الهارب بن على ؟؟؟؟ هل كان يردد هذه الجملة لكى تفعل هى بنا أو يفعل هو بنا من خلالها مفعول غسيل المخ أم أنه كان يرددها لذاته لإنه كان يرفض مواجهة فكرة أن الثوار فى مصر سوف يحققون امالهم و يحققون ما يرفضه عقله الواعى وعقله الباطن معاً ؟؟؟؟ أعتقد أن كل ماطرح سابقاً كان يدور فى رأسه و هو ما دفع به للهبوط من سياسىى ورئيس للجمهورية ملقب بقائد للضربه الجوية الى حربجى ورأس أفعى فى ضربة الجمال والبغال والخيول الأرضية . ماذا لو كان فكر فى تنظيم أفكاره ولو لدقيقة واحدة و طرح أمام نفسه فكرة أن سياسة (كسر النفس) التى يتبعها منذ أكثر من ثلاثين عاماً مع المواطنين سوف يكون لها رد فعل غير محسوب . ماذا لوكان يستمع لنبض الشارع ألم يكن من الممكن أن يعرف أن ( الضغط يولد الأنفجار) وفكر فى أن كل هذه الجموع الجائعة . المريضة .الفقيرة . برغم كل ما بها من علل وقزامة إمكانيات سوف يكون لها ثورة برد فعل يساوى كل هذا الكم المتراكم من القهر. رد فعل عملاق يستطيع تفتيت تلك القزامة التى نمت فى ذاته طوال كل هذه السنوات الماضية .رد فعل يرد له كرامته ورزقه المنهوب وصحته المستهلكة وراء الأحتياجات التافهة التى لا توفرها الحكومة له بل وتحرمه منها عن قصد حتى تقهر تفكيره وتحبط أحلامه التى حكمت عليها بالأعدام بهذه السياسة التى وضعت تطلعات المواطن عند مجرد الحلم برغيف عيش نظيف . و لكن الله فوق مكر الماكرين أمهلهم لم يهملهم . حقق إرادته و حدث ما كان يخشاه المخلوع وما كان يتوقعه عدد قليل من المفكرين والمبدعين الذين راهنوا على قوة و عزيمة الشباب وإستطاعتهم خلع المقعدة اللئيمة من على كرسى العرش الأعمى . الأخرس . الأبله الذى يهتف لكل مقعدة تجلس عليه ذلك الكرسى الذى هتف فى يوم من الأيام للمماليك_ أى الخدم _و سمح لهم بالجلوس عليه ودفع بأبناء الوطن الذين دفعوا من أموالهم لشراء المماليك للإنحناء لهم . للأسف هذه هى الأحوال السياسة فى بلادنا غريبة لها وجوه كثيرة و متعددة و ملامح بلهاء و لئيمة فى نفس ذات الوقت . تحكمها دائماً الأسباب المعاكسة للموضوعية. و لذلك أحاول أن أفكر معكم بصوت مسموع و أتسأل: .... ماذا عن الان؟؟؟؟!!!! ماذا عن المقعدة المؤقتة التى تجلس على الكرسى الأبله الأعمى الأخرس ؟؟؟؟؟؟ ماهو منهج سياستها ؟؟؟؟؟ مع من تتفق ؟؟؟؟؟ ومع من تختلف ؟؟؟؟؟ أسئلة يجب علينا طرحها و البحث لها عن إجابات واضحة ومحددة قبل فوات ثلاثين سنه مؤقته قادمة على مصر