الربو مشكلة صحية شائعة بالنسبة للنساء الحوامل والتي قد تصيب بعض النساء اللواتي لم يكن لديهن هذه المشكلة من قبل، وقد لا يقتصر تأثير الربو على المرأة الحامل فحسب بل قد يؤدي إلى قطع الأكسجين عن الجنين، لكن هذا لا يعني أن الربو سوف يجعل حملك أكثر صعوبة أو يشكل خطر عليك أو على جنينك. عندما يكون الربو مستقرا غالبا ما يكون الحمل طبيعيا مع قليل من المخاوف عليها وعلى الجنين. معظم أدوية الربو آمنة عند استخدامها في الحمل. بعد سنوات من الأبحاث توصل الخبراء إلى أن معالجه الربو بالأدوية أكثر أمانا من ترك الربو بدون علاج أثناء الحمل, يجب استشارة مقدمي الرعاية الصحية عن استخدام الأدوية أثناء الحمل. خطورة الربو غير مستقر عند المرأة الحامل إذا لم تكوني مصابه بالربو من قبل فلا تعتقدي بأن قصر النفس والصفير أثناء التنفس بأنه ربو. لكن عند علمك بإصابتك بالربو من قبل, قد لا تأخذي بالاعتبار مدى خطورته حتى لو كانت أعراضه خفيفة لكنه قد يؤثر عليك وعلى جنينك لذلك يجب أن تضعيه بعين الاعتبار. تتشكل خطورة عدم استقرار الربو بالتالي: - ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل - تسمم الحمل, وهو يسبب ارتفاع ضغط الدم وبالتالي يؤثر على المشيمة والكلية و الكبد و الدماغ. - التقيؤ المبكر أكثر من المعتاد عند الحوامل hyperemesis gravidarum - الولادة قد لا تكون طبيعية وقد تكون معقده وتتطلب تدخل طبي. لا يعدّ استخدام منشاق (أداة للاستنشاق وتسهيل عملية التنفس) علاج الربو آمناً تماماً فحسب أثناء الحمل، بل ينصح أيضاً بضرورة الحفاظ على حالة الربو تحت السيطرة في هذه الفترة. وكما ذكرت إحدى التقارير الصادرة في العام 1993 "إن المخاطر المعروفة لحالة الربو غير المعالجة أخطر بكثير من المخاطر التي قد يتعرض لها كل من الأم أو الجنين من أثر علاج الربو". ورغم حصول معظم السيدات المصابات بالربو على أطفال طبيعيين يتمتعون بصحة تامة، إلا أن الربو عندما يكون خارج السيطرة، قد يؤدي إلى وصول كمية ضئيلة من الأوكسيجين إلى الجنين، ما يزيد احتمالات انخفاض وزن الطفل عند الولادة إلى جانب مشاكل أخرى.
كما قد تزيد حالة الربو الخارجة عن السيطرة احتمالات الإصابة بمضاعفات الحمل، مثل تسمّم الحمل (قد تؤدي إلى الإصابة بالانتفاخ وارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول) إلى جانب التقيؤ المفرط. لا نستطيع معرفة ما سيحدث لإصابتك بالربو عندما تكونين حاملاً. ربما تزداد سوءاً أو تتحسن أو قد لا تغيير على الإطلاق. لو اشتدت عليك أعراض الربو، يحتمل أن يحدث هذا الأمر في المرحلة الثانية أو الثالثة من الحمل، وتبلغ الإصابة ذروتها في الشهر السادس من الحمل تقريباً. تتوفر العديد من أنواع العلاجات المختلفة للمساعدة في السيطرة على الربو، ولكن يقع معظمها في أحد هذين القسمين:
مضادات الالتهاب تمنع هذه العقاقير أو تقلل أعراض المرض عبر تخفيف حدة الالتهاب في أنسجة الرئة. وتمنح عموماً راحة فورية من الأعراض. يشيع استعمال ثلاثة أنواع من مضادات الالتهاب لعلاج الربو.
الأول هو كرومولين صوديوم (إنتال). وقد وجد في أحد الأبحاث أن "الدراسات المسموحة على الحيوانات إلى جانب الخبرة البشرية دلّت على احتمال ضئيل لتعرض الجنين للأذى".
العقار الثاني هو نيدوكروميل صوديوم (تايليد). هناك معلومات قليلة عن تأثير هذا الدواء على الحمل البشري.
أما الأخير، فهو كورتيكوستيرويد، وهو الدواء الأكثر استخداماً لأنه يحتوي على مادة بيكلوميثاسون (بيكلازون). وثبت أن دواء الكورتيكوستيرويد يزيد خطر الشقّ الخلقي عند حيوانات التجارب، مثل الفئران والجرذان، ولكن يبدو أن هذا الأمر يقتصر على الحيوانات فقط. ولم يتم إثبات أي تأثير من هذا النوع على الحمل البشري. كما لم تبين الدراسات أن أدوية الربو هذه قد تسبب أي مخاطر على المرأة الحامل.
موّسعات الشعب الهوائية تخفف هذه العقاقير الأعراض بشكل مؤقت عبر إرخاء وفتح مجاري الهواء. والدواء الأكثر استخداماً هو ألبوترول (فينتولين). ويعد آمناً بوجه عام خلال الحمل. سيدلك طبيبك على نوع الدواء المناسب لحالتك بالذات. عموماً، ينصح الأطباء بأخذ الحد الأدنى من الأدوية اللازمة للتحكّم بأعراض الربو والسيطرة عليها أثناء الحمل. كما ينصحون أيضاً باستخدام الأدوية المتداولة منذ زمن بعيد نظراً لمعرفتهم بفوائدها ومضارها (إن وجدت). ويفضل الخبراء أداة الاستنشاق بدل الحبوب لأن كمية أقل من الدواء في أداة الإستنشاق تصل إلى الجنين.
تحدثي مع طبيبتك حول أدوية الربو التي تستعملينها إذا كنت تحاولين الإنجاب أو بمجرد معرفتك بأنك حامل. يعتقد أن معظم أدوية الربو آمنة الاستخدام أثناء الحمل. مع ذلك، قد تعدّل طبيبتك جرعتك بحسب أعراض الربو لديك سواء أكانت أفضل أو أسوأ أثناء الحمل. يستحسن عدم البدء باستخدام أدوية مضادات مستقبلات الليكوترين للربو، مثل مونتيلوكاست (السينجولير) أو زافيرلوكاست (أكولات)، أثناء الحمل لأننا لا نعرف الكثير عن سلامتها مقارنة بأدوية الربو الأخرى. مع ذلك، إذا كانت مضادات مستقبلات الليكوترين تناسبك قبل الحمل، فقد تنصح طبيبتك بالاستمرار عليها خلال الحمل. تعتبر مخاطر نوبات الربو التي لا تتم السيطرة عليها أخطر بكثير على طفلك من مخاطر تناول أدوية الربو. تحدثي مع طبيبتك إذا كانت لديك أية مخاوف حول علاجات الربو، واستفسري عن الطرق الأخرى للتعامل مع الربو أثناء الحمل