تناول كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الجمعة، عددًا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري. فتحت عنوان "الدولة المؤسسية في حديث السيسى.. والحصانة ضد انقسام المصريين" أكد رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" محمد عبد الهادي علام، في عموده "وماذا بعد؟" أنه لا يمكن لمصري يعيش على أرض هذا البلد أن يختلف مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ما قاله أمس الأول الأربعاء في الغردقة، من أهمية أن يتوافق ويتكاتف المواطنين حول مصلحة الوطن والتفاهم حول هدف واحد، ليس من منطلق تأييد نظام سياسي بعينه، ولكن من أجل الحفاظ على الدولة المصرية بمؤسساتها.. مشيرا إلى أن تلك الحقيقة بعضنا يحتاج إلى من يذكره بها من وقت إلى آخر. وأوضح أن البعض ضاعت منه معالم الطريق وهو يصور حكم مصر على أنه "نزهة" ويستخف بحجم المسئولية الملقاة على عاتق السلطة الحالية، والنداءات المتكررة من الرئيس إلى وحدة الصف يصورها البعض على أنها دليل ضعف، بينما هي في واقع الأمر دليل صدق القول والفعل من رجل وقفت الأمة وراءه، بعد أن ساندت القوات المسلحة مطالب الجماهير في 30 يونيو من العام الماضي، وقال الصدق في القول هو ما جعل السيسي يؤكد في الغردقة أن الإعلان عن المشروعات الكبري لن يكون إلا بعد توافر تحقيق إنجاز حقيقي على الأرض، وصدق القول هو ما يدفعه إلى مصارحة المصريين بكل ما يدور حولهم من تطورات داخلية وخارجية، وهي صراحة لم نعتدها من الحاكم لأكثر من 30 عامًا، وتتسبب في أقاويل لا صلة لها بالواقع. وقال الكاتب، إن "الدولة تسبق النظام السياسي الموجود في السلطة، وتلك قيمة باقية لا تقبل الشك، ولا تقبل التأويل، وكل من يحاول الانتقاص من الدولة يقع في صدام مع الأغلبية الساحقة من المصريين، وليس أدل على ما سبق ما جرى في عام حكم جماعة الإخوان عندما استشعر الكل أن ثمة خطرا حقيقيا على بقاء الدولة وتماسكها ووحدتها، وهو الخطر نفسه الذي لا يكل أعداء مصر وخصوم الحكم الراهن على تصديره يوميا، وهم لا يعلمون أنهم في خصومة مع المصريين على اختلاف أطيافهم، ولا يدركون أن تهديد الدولة المصرية من المحرمات التي لا تقبل النقاش، ولا تقبل المساومة عليها من أبناء مصر، حتى لو كبدهم الأمر الكثير من التضحيات". وأكد علام، في ختام مقاله بصحيفة "الأهرام"، أن كلمة السر دائما هي الحفاظ على الدولة المؤسسية التي ننشدها جميعا من أجل خير بلادنا. وأضاف فهمي، عنبة رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" في مقاله "على بركة الله" تحت عنوان "إنجاز بقفزات.. وسلمية الاختلافات" أن مصر تحتاج إلى قفزات لتحقيق إنجازات سريعة تدفع البلاد على طريق التنمية والبناء.. مشيرا إلى أن الديمقراطية لا تكتمل إلا بتعدد الآراء.. وعلينا إطلاق حرية الاختلاف لجميع التوجهات ولكن في إطار سلمي. وأوضح أن الاختلاف بين القوى السياسية والأحزاب والجماعات والفصائل أدي إلى التناحر وشق صف المصريين وانقسام المجتمع وكان من توابع ذلك الاقتتال والاعتداء على الأرواح والمنشآت.. وهذا ليس من الديمقراطية في شيء.. ولم يكن من باب إن "الاختلاف رحمة" ولكنه تدمير للوطن وإهدار للمال العام وتأصيل لشق الصف وهنا يصبح الاختلاف نقمة. وشدد الكاتب على ضروري أن يتقدم العقلاء والحكماء الصفوف ويتم التواصل بين القوى السياسية المختلفة والتفاهم بين الأحزاب وفئات المجتمع وطوائفه على أن يكون الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم فحرية الرأي والاختلاف مكفولة للجميع ولكن في الإطار السلمي الذي يحافظ على "شعرة معاوية" بين كل الاتجاهات والقوي والفصائل.. وفي نفس الوقت يحافظ على أموال الشعب التي نهدرها بالاعتداء على الممتلكات والمنشآت العامة. وفي مقاله بصحيفة "الأهرام" أكد الكاتب فاروق جويده في مقاله "هوامش حرة" تحت عنوان "عودة الأشباح" أنه كان على خلاف دائم مع منظومة حكم ما قبل ثورة يناير، رغم عدم مشاركته في هذه الثورة جسدا، موضحا أنه أيدها منذ ساعاتها الأولى موقفا وفكرا وخلاصا حيث كانت له معارك دامية مع النظام السابق قدم خلالها من الشواهد والأدلة والبراهين ما يؤكد فساد هذا النظام حين استباح موارد شعب وأهدر ثروات أمة وأضاع على مصر والمصريين فرصا كثيرة للتقدم واللحاق بروح العصر. وأشار إلى أنه اختلف مع هذا النظام في قضايا كثيرة تبدأ بنهب المال العام وتنتهي بالعشوائيات وفساد التعليم والصحة وإفساد الضمير المصرى في كل المواقع، مبينا أن كان ومازل يرى أن ثورة يناير كانت انتفاضة شعب ضد حكم جائر أهدر مقومات هذا الوطن واستباح أفضل ثرواته وهم البشر. وقال جويدة "حين قفز الإخوان المسلمون على السلطة لم يكن لدى الشعب المصرى وأنا واحد من أبنائه أي فكرة عن الإخوان كتيار سياسي غامض، فلم نكن على علم بخلفياته الفكرية والسياسية وكان وصولهم للحكم فرصة للشعب المصرى لكى يتعرف أكثر على هذه الجماعة ومناطق العجز والفساد في صفوفها.. ولهذا لحقت تجربتهم في الحكم بفساد النظام السابق ووجدنا النظامين يسقطان في مستنقع واحد إما بالفساد أو الفشل وكانت النتيجة قيام ثورة يونيو ليلحق حكم الإخوان الفاشل بالعهد البائد وفساده.. كما أيدت ثورة يناير وكما رفضت ما كان قبلها من الترهل والفساد أيدت ثورة يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان الفاشل ". وأضاف الكاتب "كنت ومازلت اعتقد إن الشعب المصرى هو الذي اسقط رئيسين وقام بثورتين وانه لا فرق في النتيجة بين الفشل والفساد.. وقف المصريون بعد ثورة يونيو يتطلعون إلى مستقبل جديد بعد أن أطاحوا بتجربتين فاشلتين ورئيسين مخلوعين في اقل من ثلاث سنوات.. وهنا بدأت رحلة جديدة مع مرحلة انتقالية بدأت بدستور جديد وافق عليه الشعب ورئيس جديد تم اختياره من خلال إرادة شعبية كاملة.. وبقى من هذه الرحلة تنفيذ الهدف الثالث من هذه المنظومة وهو اختيار البرلمان الجديد". واختتم مقاله قائلا "مهما كانت القدرة على التحليل والقراءة لا أحد يعلم أين يقف شباب مصر الآن خاصة شباب الثورة الذين دفعوا الثمن ولم يحصلوا على شئ، إن موقفهم غامض وظروفهم صعبة وهم يجدون أشباح الماضى يحشدون صفوفهم ماليا وإعلاميا وتنظيميا، ويجدون إصرار الإخوان على إفساد المشهد مهما كان الثمن بينما هم يجلسون وراء القضبان لأن أحكام البراءات أخرجت اللصوص وسجنت الشرفاء." وفى صحيفة "الاخبار"، أكد الكاتب محمد الهوارى في مقاله " قضايا وأفكار " تحت عنوان " شبابنا واعد " أن الدولة في حاجة لشبابها، في حاجة لسواعدهم وأفكارهم في بناء مصر الجديدة.. في حاجة لتوحدهم بدلًا من الشرذمة والانقياد للأفكار الهدامة.. في حاجة لكي يعرفوا قدر بلادهم ووطنهم وكيف يتكاتفون لبنائه من أجل المستقبل.. في حاجة أيضًا للتوعية السياسية التي تحميهم من الشطط والحماس العشوائي وفي حاجة لأحزاب قوية تستوعب فكر الشباب وتوجهه لصالح البلاد. وأشار إلى الجهد الكبير الذي يبذله المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لتصويب فكر الشباب ودفعه للانحياز لقضايا الوطن وفتح أبواب الثقافة والرياضة أمامه في كل أنحاء مصر وحواراته المستمرة مع الشباب.. موضحا أن هذا الجهد يحتاج إلى جهود أخرى سواء من الأحزاب أو المثقفين أو الوزراء وجميع جهات الإبداع الثقافي والعلمي والفني فهم ذخيرة الحاضر وأمل المستقبل. وشدد على أن مصر في حاجة ماسة لشبابها وعلينا أن نفتح أمامهم أبواب الأمل في مستقبل أفضل.. علينا أن نغرس فيهم الوطنية وحماية مكتسبات الوطن التي هي في خدمة جموع الجماهير.. علينا أن نرشدهم إلى الطريق الصحيح.. علينا أن نطور التعليم حتى يواكب التقنيات الحديثة. فالشباب المصري.. شباب مبدع ومبتكر وحالم وهو القادر على تحقيق المعجزات لذا لا تبخلوا بالجهد والمال والفكر من أجل شبابنا الذي استولت على البعض منه العقول المتحجرة التي تقودنا للخلف.. فالشباب أمل الحاضر وكل المستقبل.