الروايات هي الأكثر انتشارا ومبيعا حاليا.. وليس ذلك عندنا نحن العرب فقط، وإنما المتابع لقوائم الأكثر مبيعًا المنشورة في الصحف الأمريكية والأوربية سيجد أن الرواية متربعة على عرش المبيعات لديهم أيضا. وهذا الانتشار في العالم العربي أدى إلى أن الغالبية العظمى من شباب الكُتاب ممن أراد أن يدخل عالم الكتابة فإنه يريد أن يدخلها من بوابتها الملكية "الرواية".. وانصرف العديد منهم عن كتابة الدراسات والأبحاث المهمة.. وهذا ما ينذر بكارثة، ولكنه ليس موضوعنا الآن. ونعرض هنا لعدة أخطاء فادحة متكررة يقع فيها الروائيون الجدد، كما نشير إلى بعض الأمور التي ينبغي التنبه لها لمن أراد أن يكون روائيا، وذلك في النقاط التالية: 1- الكتابة مهنة مثل أي مهنة تحتاج إلى تدريب وبحث ودراسة وممارسة، وليس كل واقعة هامة في حياتك تصلح أن تكون رواية! 2- الكتابة كمهنة لها أدواتها.. وليس كل من يملك قصة رائعة فهو بالضرورة يملك الأدوات المؤهلة لكتابتها بشكل رائع أيضًا. 3- يقول أستاذ الأدب الإنجليزي H. B. Charlton في كتابه فنون الأدب: "على من يريد أن يكتب رواية أن يكون قد قرأ على الأقل مائة رواية". وللأسف بعض كتابنا ما قرأ إلا سمير وميكي جيب! 4- بعض الشعراء يملكون لغة فائقة الروعة ولكن ليس كل من يملك لغة مميزة يستطيع أن يكتب رواية مماثلة للغته أيضًا! 5- لكتابة الرواية أساسيات مثل الحبكة والعقدة والصراع.. ولكن سرد مجموعة من الأحداث غير المترابطة لا يسمى رواية.. مهما حاولت الربط بينها بشكل غير منطقي! 6- الرواية هي قصة أو بالمصطلح الدارج: "حدوتة". فانتبه أن يضبطك النقاد حكاءً لا روائيا. 7- احرص على أن يقرأ روايتك ناقد أو روائي أو كاتب محترف، فليس كل ما يمدحه أصدقاؤك من وجباتك الكتابية يصلح أن تقدمه لعموم القراء فقد تكون وجبتك غير ناضجة بل وسيئة الطعم أيضا! 8- أعاد تولستوي كتابة مقدمة رائعته "الحرب والسلام" أكثر من 12 مرة ومسودات هذه المقدمات موجودة إلى الآن في مكتبة متحف تولستوي في روسيا. 9- لا تصدم الناشر بمسودتك الأولى ولكن اجتهد على منتجك الأدبي وأعد كتابته وصياغته عدة مرات حتى يظهر في شكله الأمثل. 10- لا تنشغل بمجالات الروايات الأكثر مبيعًا؛ ولكن اكتب نفسك، اكتب ما تشعر به وتتقنه وتريد إيصاله إلى القارئ في المجال الذي أنت متمكن منه. 11- طالع كتب: النقد الأدبي والبلاغة.. واعرف قواعد الإملاء وعلامات الترقيم.. فهذه أمور هامة للغاية إذا أردت ولوج مضمار الرواية. 12- إذا كنت تظن أن هذه النقاط القليلة ستجعل منك كاتبا عظيما فظنك هذا غير صحيح، ولكنها مجرد ومضات لتشير لك إلى أن هذا المجال ليس باليسير وعلى من يريد التصدي له أن يتسلح بعتاده!