قالت إيفت شولتا سفيرة لاتفيا بالقاهرة، إن بلادها تعتزم تنظيم 200 حدث خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي بداية من العام المقبل، وأنها تأمل مشاركة بعض الوزراء والمسئولين المصريين للمشاركة في المؤتمرات والفعاليات التي سيتم عقدها في ريجا، موضحة أن أولويات لاتفيا هي قطاعات الاقتصاد الرقمي والنقل والطاقة الخضراء والتعليم والعلوم. وأضافت، اليوم السبت، بمناسبة رئاسة لاتفيا للاتحاد الأوروبي بداية من يناير عام 2015 أن إمكانيات لاتفيا الاقتصادية ترتكز على استثمار المعرفة في هذه القطاعات، وأنها تعتزم تنظيم عدة فعاليات في مصر من بينها ندوة يشارك فيها خبراء من مصر والدول العربية ولاتفيا في مجال النقل حول ربط أوروبا بروسيا، فضلا عن ندوة بالتعاون مع المعهد الثقافة الإيطالي لتعزيز دور المرأة في مصر والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأفادت بأنها ترغب في نقل تجرية لاتفيا التي تمتاز بالبيئة النظيفة في ضوء أن 30 في المائة من احتياجات الطاقة تأتي من الطاقة الخضراء، حتى إن وسائل النقل الرئيسية هي "أتوبيسات الترولي" وأنها تقوم بحملة سنوية لتنظيف الأماكن العامة، ولهذا سيتم تنظيم حملة مماثلة في مصر في 25 أبريل تحت شعار "نحن نحب أن ننظف مصر"، التي سيشارك فيها منظمات المجتمع المدني والمحليات. وأكدت أهمية عمل منظمات المجتمع المدني في جنوبسيناء خلال زيارة قامت بها مؤخرا والعمل من أجل دعم النساء والصيادين والمدارس ومدارس رياض الأطفال في هذه المحافظة، مشيرة إلى أن مساحة لاتفيا هي نفس مساحة محافظة جنوبسيناء التي ترى انها تعد عنصرا للسلام والاستقرار في مصر. وأشارت إلى التطورات الإيجابية في العلاقات بين مصر ولاتفيا في ضوء التوقيع على 9 اتفاقيات مع مؤسسات للتعليم العالي خلال السنوات الماضية معربة عن أملها في التوقيع على اتفاقية تعاون بين مكتبة الإسكندرية ومكتبة ريجا الوطنية. وأكدت شولتا على وجود إمكانيات للتعاون وتقاسم الخبرة مع مصر في مجالات النقل والبنية التحتية خاصة في السكك الحديدية في ضوء أن لاتفيا تعد من أكثر دول البلطيق وفنلندا تطورا في هذا المجال فضلا عن خبرتها الطويلة في مجال التكنولوجيا الرقمية لأنها من أسرع الدول الأوربية في الدخول على شبكة الإنترنت والرابعة على مستوي العالم. وقالت إنها ستوجه دعوة لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لزيارة ريجا للمشاركة في مؤتمر يتعلق بالاقتصاد الرقمي خلال رئاسة الاتحاد الأوربي حيث أن 90 في المائة من المصريين يستخدمون الهاتف الجوال الذي يمكن استخدامه لتقديم الخدمات البنكية وخدمات أخرى تتعلق بالاجندة الاجتماعية مثل الكارت الذكي الذي تم استخدامه في البلديات في لاتفيا. وأشارت إلى أن التبادل التجاري مازال ضعيفا ولكن يحقق نموا ثابتا حيث بلغ 42 مليون يورو في 10 أشهر من عام 2013 وأغلب الصادرات اللاتفية لمصر تنحصر في الأخشاب ومنتجاتها مضيفة أن لاتفيا دولة خضراء حيث تمثل الغابات 44 في المائة من أراضيها وأن الأخشاب والاثاث تعد صناعة تقليدية للاقتصاد.. مشيدة بالتعاون الممتاز مع مجلس صادرات المنتجات الهندسية والاثاث وبرنامج التدريب والتعليم الفني والمهني في مصر. وذكرت شولتا أنها تسعي لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ونظمت السفارة زيارات لعدة بعثات تجارية من لاتفيا للقاهرة من بينها زيارة لوفد من شركات تكنولوجيا المعلومات ووفد من قطاع النقل وأخر متخصص في مجال الأخشاب، مؤكدة على وجود إمكانيات للتعاون في مجال صناعة الأدوية لأن مصر تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال. وأعربت ايفت شولتا سفيرة لاتفيا بالقاهرة عن تقديرها الكبير للالتزام السياسي الذي أبدته الحكومة المصرية لتنفيذ خارطة الطريق السياسية والتطلع إلى إجراء الانتخابات البرلمانية العام المقبل التي سوف تنهي العملية السياسية مشيدة بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة إبراهيم محلب لاستقرار الاقتصاد المصري خاصة أسس الاقتصاد الكلي. وأعربت عن اعتقادها بأن أكبر التحديات في تنفيذ القرارات السياسية تنحصر في الكفاءة والفعالية وينجلي هذا في القرارات الحكيمة التي يتم اتخاذها على المستوي الرئاسي والحكومي في مصر والتنفيذ الدقيق لمبادئ الدستور المصري خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان الذي يعد أساسا للاستقرار ومستقبل واعد مؤكدة استعداد بلادها لتقاسم خبرتها حديثة العهد بعد استعادة استقلالها في عام 1991. وأفادت بأن بلادها والاتحاد الأوربي من خلال سياسية الجوار الأوربي ومؤسسات غير حكومية عديدة مثل مؤسسة انا ليندا يدعمان تشجيع مشاركة المجتمع المدني بنشاط في ضوء تجربة لاتفيا التي بنت المجتمع المدني ليشارك في الحياة السياسية من خلال الانضمام للأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية ومن ثم الاتيان بأفكار جديدة والنقاش حولها والمشاركة في صنع القرارات. وردا على سؤال حول السياحة القادمة من لاتفيا الوافدة لمصر، أوضحت أنها تبنت موقفا إيجابيا فيما يتعلق بالوضع الأمني في مصر حيث زار مصر عدد من الصحفيين من لاتفيا للتعرف على الوضع الأمني على الأرض وأنهم لمسوا الاستقرار والأمن في منطقة البحر الأحمر، مشيرا إلى أن نحو 50 ألف سائح من لاتفيا زاروا مصر العام الماضي. وأكدت أن مصر تعد المقصد السياحي الأول في موسم الشتاء للسائحين اللاتفين وهناك إمكانية كبيرة لزيادة الأعداد لأن سكان لاتفيا يحبون السفر حيث تشير الاحصاءات إلى أن عدد السائحين اللاتفين أكثر من 3 ملايين نسمة بالرغم أن عدد السكان بلغ 9ر1 مليون نسمة لافتة إلى أهمية العمل على جذب السائحين إلى الأقصر وأسوان ورحلات مسار العائلة المقدسة. وأعربت عن سعادتها بقرار هيئة تنشيط السياحة بمصر للمشاركة العام المقبل في معرض السياحة في دول البلطيق " بل تور " التي ستكون فيه مصر الشريك الإستراتيجي. وردا على سؤال حول خطر داعش في المنطقة، أكدت شولتا قلق بلادها العميق من خطر الإرهاب الذي يمكن أن ينتقل بسهولة إلى مناطق أخرى في العالم مشددة على ضرورة العمل على وقف تمويل الإرهاب وقطع موارد هذا التمويل فضلا عن التصدي بإدانة شديدة للايدلويجية المتطرفة التي ينشرها تنظيم داعش عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، مشيدة بالمؤتمر الذي عقد مؤخرا بمشاركة الأزهر والكنيسة القبطية. وردا على سؤال حول الأزمة الأوكرانية، قالت إن بلادها تري أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اوكرانيا،مشيرة إلى أن روسيا انتهكت القواعد والالتزامات الدولية بتغير حدود اوكرانيا. وأوضحت أن تجارة لاتفيا مع روسيا تمثل 8 في المائة فقط وأن مفتاح أمن أي دولة هو الاستقلالية الاقتصادية وتنويع أسواق التصدير وأنه بعد 23 عاما من الاستقلال، وأصبحت لاتفيا لا تعتمد على روسيا كما كان في السابق أيام الاتحاد السوفيتي وبالطبع هناك تأثير للعقوبات الروسية على بعض الصناعات في لاتفيا خاصة السلع الغذائية والالبان ومنتجات الاسماك وصناعة مستحضرات التجميل، مؤكدة أن الحكومة الاتفية والاتحاد الأوربي يسعيان إلى إيجاد أسواق جديدة وأن مصر التي تعد شريكا تجاريا هاما يمكن أن تلعب دورا في هذا الصدد.