أكد رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة اليوم الاثنين على أن الإرهاب ، الذي يغذيه المتطرفون باسم الدين الإسلامي ، هو عدو للجميع كما أن مواجهته تتطلب جهودا ومبادرات على مستوى الإقليم وليس الدول المتأثرة فقط. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات رسمية عقدت اليوم بين مجلسي النواب الأردني ونظيرة التركي برئاسة الطراونة وجميل تشيشيك رئيس الجمعية الوطنية الكبرى (مجلس النواب) التركي ، الذي يزور عمان حاليا ،. وقال الطراونة "إن استمرار الفوضى الأمنية في سوريا والعراق ، هو الذي يغذي حواضن الإرهاب لتنتج لنا أجيالا من المتطرفين والإرهابيين أصحاب عقول وقلوب مريضة يتكاثرون في مستنقعات الفوضى وعدم الاستقرار". وأضاف"نحن نواجه حربا عسكرية ضارية مع الإرهاب مجهولة الأمد والتقدير ، فإننا ننتظر استحقاقات الحرب الفكرية والثقافية التي من الواجب خوضها بعد التحصن جيدا بالحجج والبراهين القاطعة التي تفصل بين التطرف وبين الإسلام بعد الاحتكام لنصوص الكتاب الكريم ومسيرة النبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم". وتابع "إننا في الأردن مازلنا نعمل مع المجتمع العربي والدولي على التعريف بقضايانا المختلفة التي تمثل تحديا نواجهه جميعا ويهدد أجيال المنطقة في ظل غياب قيم الأمن الشامل والاستقرار المستمر ، وانتقاله من مرحلة الجيوب لمرحلة المناطق". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأبعادها الخطيرة..قال الطراونة "إننا ننظر لتأخر حلها بأنه العنوان الأساسي في تغذية الفكر المتطرف على مستوى العالم ، وما ممارسات الجانب الإسرائيلي الأحادية واعتداءاته المتكررة على المقدسات الإسلامية المسيحية في القدس الشريف وظلمة الصريح للشعب الفلسطيني إلا دليل ساطع على أن المجتمع الدولي لا ينظر للتطرف بعين واحدة بل بمعايير مختلفة". وشدد على أن إعلان قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على ترابها وعاصمتها القدس الشريف هو مفتاح الحل لقضايا المنطقة والإقليم ، وهو ما أكده العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على المنابر وفي المحافل الدولية. وبدوره ، قال تشيشيك "إن التعاون بين تركياوالأردن بات أمرا ملحا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة لمواجهة الإرهاب والتطرف ولتوحيد الجهود من أجل العمل معا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة..مؤكدا على أن الأمن والاستقرار في المنطقة يتحقق من خلال التخلي عن السياسات الطائفية وإتباع سياسات حاضنة لجميع المواطنين الذين ينتمون لطوائف مختلفة. وأكد استعداد تركيا للتعاون مع الأردن ومع جميع الأطراف في المنطقة لمواجهة الإرهاب الذي تسبب بمآس للجميع..قائلا "إن منطقتنا تتعرض لمأساة إنسانية بسبب الإرهاب كما أن أكثر الدول تأثرت من الأعمال الإرهابية هي الأردنوتركيا ولبنان بسبب استقبالها لمئات الآلاف من اللاجئين وباتت تعاني من أزمات اقتصادية وغيرها بسبب هذه الآفة التي تضرب منطقتنا". ونوه بأن بلاده تدعم سياسات الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة ومساعيه الرامية على الدوام من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ، قائلا "إن سياسة العاهل الأردني هي بصيص الأمل لهذه الأزمة من أجل عودة الأمن والاستقرار لها". وقال تشيشيك "إن تركيا تحترم الولاية الدينية للعاهل الأردني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وأنها على استعداد لتقديم جميع أشكال الدعم الذي تريده المملكة لحماية تلك المقدسات"..مستنكرا الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل والمتمثلة بإغلاق المقدسات الإسلامية أمام المسلمين في القدس.