أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على أن الإرهاب الذي يتربص بالمنطقة والإقليم يتغذى على غياب حل القضية الفلسطينية. وسيبقى يمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين . وقال عاهل الأردن - في حديث لوكالة أنباء (شينخوا)الصينية نشرته اليوم الأحد بمناسبة زيارته الحالية للصين - إن مواجهة تحديات منطقة الشرق الأوسط خصوصا العنف والفوضى والتطرف ، مرتبط بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، التي تعد القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية وللعالم . ونبه إلى أن غياب الحل والسلام سيجعل المنطقة تعاني ، وستكون عرضة للعنف والفوضى ما سيؤدي إلى مزيد من التطرف ، ونشوب نزاعات تدفع ثمنها شعوبها وأجيال المستقبل . ودعا عاهل الأردن مجددا إلى ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، استنادا لحدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدسالشرقية وفي إطار جدول زمني واضح ، استنادا إلى الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة خاصة مبادرة السلام العربية ، التي تعكس موقفا عربيا تاريخيا موحدا لتحقيق السلام الشامل والدائم الذي يضمن الأمن والاستقرار الحقيقي في المنطقة . وقال “,”لقد بذلنا خلال السنوات الماضية كل ما في وسعنا من أجل دفع عملية السلام والتوصل إلى حلول عملية وواقعية لهذا الصراع ، والمجتمع الدولي برمته مطالب بتحمل مسئولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والاستمرار في ممارسة التأثير على جميع الأطراف لحثها على المضي قدما في السلام ، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين ، الذي نعتبره في الأردن مصلحة وطنية واستراتيجية عليا “,”. وشدد على أن عملية السلام تمر بظروف دقيقة ، وعلى الجميع أن يدفعوا باتجاه وقف أي إجراءات أحادية تعيق تقارب الرؤى بين المتفاوضين مثل النشاط الاستيطاني أو محاولات تغيير هوية القدس، وغيرها من الإجراءات التي تهدد بتعطيل المساعي المهمة التي تبذل حاليا . وطالب بضرورة دعم ، وبكل إيجابية ، الجهود الأخيرة التي أفضت إلى عودة إطلاق المفاوضات المباشرة حول جميع قضايا الحل النهائي من خلال انخراط فاعل للإدارة الأمريكية وبدعم الجميع ، وهي جهود مستندة إلى دعم الرباعية الدولية وشركاء دوليين وإقليميين خاصة الدعم المهم المطلوب من الصين. محذرا من أن فرصة حل الدولتين قد تتلاشى والوقت ليس في مصلحة أحد . وحول زيارته إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. قال عاهل الأردن إن المشاركة في أعمال الدورة العادية الثامنة والستين للجمعية العامة تشكل فرصة للقاء عدد من قادة الدول لبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والتطورات الجارية على الساحة السورية، ومخاطبة الرأي العام العالمي وصنّاع القرار حول قضايا أمتينا العربية والإسلامية ، خاصة جهود تحقيق السلام . وأضاف أن هذا المنبر العالمي يوفّر فرصة مميزة للبناء على جهود أطلقناها في الأردن مؤخراً لمواجهة موجة التطرف القائمة على التوتر المذهبي والعنف الطائفي ، بالإضافة إلى التصدي للتحديات التي تواجه المسيحيين العرب. منوها بأن الأردن استضاف مؤتمرين مهمين للوقوف على هذه القضايا وهما مؤتمر مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ، ومؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين العرب . وأفاد الملك عبدالله الثاني بأن هذه المؤتمرات تأتي ضمن جهود الأردن لمواجهة الغلو والتطرف على مختلف المستويات ، ونشر فكر الاعتدال والوسطية والتعددية والتسامح والقبول بين أتباع المذاهب والأديان في المنطقة والعالم بما يحمي النسيج الاجتماعي والحريات الدينية والأقليات في هذه البلاد ويسهم في بناء هويات وطنية مدنية جامعة . وأعرب عاهل الأردن عن أمله في أن يكون لهذه الجهود أثر إيجابي فيما يتصل بالقضية الفلسطينية ومستقبل القدس تحديدا ومعالجة الاحتقان الطائفي الذي يغذي النزاع الدائر في سوريا، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط . وقال الملك عبدالله الثاني إن الأردن مستمر ، كما عرفه العالم ، في تحمل مسئولياته والقيام بدوره المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار ، ونشر السلام والاعتدال في المنطقة والعالم . أ ش أ