ترتكب الدراما السينمائية والتليفزيونية خطأ فادحًا، في حق التاريخ عندما تعيد تقديم شخصيات تاريخية، لتتناول حياتها بطريقة مشوهة، بغية صناعة دراما مشوقة، قد تتناقض مع الحقيقة التاريخية، ومن أشهر تلك الشخصيات التاريخية المؤثرة، شخصية، "شجر الدر"، أشهر امرأة عربية مسلمة، صعدت إلى كرسي الحكم في مصر. لم تكن الجارية "شجر الدر"، التي نالت حظوة عند سيدها الملك الصالح نجم الدين أيوب مجرد امرأة عادية في بلاط الملك، فقد تزوجت الملك، وأصبحت أشهر ملكة في تاريخ مصر والإسلام والعرب، لكنها لم تسلم من التشويه في الأعمال الفنية التي تناولت حياتها، مثل فيلم "شجرة الدر" بطولة أحمد جلال، وفيلم "وا إسلاماه" للفنان أحمد مظهر ومسلسل "الفرسان"، بطولة أحمد عبد العزيز، حيث قامت بدورها الممثلة نوال أبو الفتوح. تاريخيًا، حملت "شجر الدر" ألقابًا مثل الملكة "عصمة الدين" و"الملكة أم خليل المُستعصميّة"، نسبة إلى الخليفة المستعصم، حيث نقش اسمها على الدراهم والدنانير، وبدأ في عهدها تسيير "المحمل المصري" إلى الحجاز، والذي يحمل كسوة الكعبة إلى بيت الله الحرام، إضافة إلى المؤن والأموال.