اشتبك المحتجون المطالبون بالديمقراطية، مع الشرطة بهونج كونج، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، حين حاولوا تطويق مقر الحكومة في تحدٍ لأوامر من السلطات بالتراجع بعد مظاهرات على مدى أكثر من شهرين. وتفجرت حالة من الفوضى حين بدأ مستخدمو وسائل النقل في الذهاب إلى العمل مع تطويق آلاف المحتجين حي أدميرالتى، الذي يضم المكاتب ومتاجر البيع بالتجزئة في مواجهة سادها التوتر مع الشرطة، وظلت متاجر كثيرة مغلقة بحلول الضحى. وأدت أحدث مواجهة إلى منع الوصول إلى الطرق الرئيسية وأغلقت المكاتب الحكومية صباح يوم الاثنين. وكانت شرطة مكافحة الشغب المزودة بهراوات ورذاذ الفلفل قد هاجمت المحتجين في وقت سابق وأجبرتهم على الابتعاد عن طريق قريب من المكاتب الحكومية، وكانت الشرطة قد أخلت المنطقة قبل أكثر من شهر خلال أعنف مشاهد العنف منذ بدء المظاهرات في أواخر سبتمبر. وتمثل حركة الديمقراطية تلك أحد أكبر التهديدات لقيادة الحزب الشيوعي الصيني منذ قمعها الدامي احتجاجات طلابية مطالبة بالديمقراطية في ميدان تيانانمين والمناطق المحيطة به في بكين عام 1989. وشقت يوم الاثنين حشود تهتف "حاصروا مقر الحكومة" و"افتحوا الطريق" طريقها إلى المباني في أدميرالتي المجاور للحي التجاري المركزي بهونج كونج ولبعض من أغلى العقارات في العالم. وقال محتج يرتدي قميصًا أسود عبر مكبر للصوت "إنني أطلب من الجميع البقاء هنا حتى الصباح لنواصل تطويق مقر الحكومة، دعونا نحول دون أن تعمل الحكومة غدًا". وتعدى عشرات من المحتجين يستخدمون دروعًا خشبية ومتاريس معدنية على الشرطة فيما نبهت الشرطة عليهم بضرورة التقهقر، واستخدمت قوات الشرطة - التي اتهمت باللجوء إلى القوة المفرطة - الهراوات ضد المتظاهرين في محاولة لإبعادهم. وذكرت وسائل الإعلام في هونج كونج أن 40 شخصًا اعتقلوا خلال الليل. ويطالب المحتجون المؤيدون للديمقراطية في هونج كونج بانتخابات حرة لاختيار حاكم المدينة القادم في عام 2017 بدلًا من إجراء انتخابات بين مرشحين اثنين فقط سبق الموافقة عليهما وقد قالت بكين إنها ستسمح بذلك. ورشق المتظاهرون قوات الشرطة بالزجاجات والخوذات والمظلات مع تصاعد حدة التوتر. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل في محاولة لفض المحتجين وجرّت العديد منهم على الأرض قبل تقييد وثاقهم وإلقاء القبض عليهم، وحمل عشرات المتظاهرين المظلات - التي صارت رمزًا للحركة المطالبة بالديمقراطية - لوقاية أنفسهم من الرذاذ. وحاول النشطاء استعادة طريق لونج الرئيسي بحي أدميرالتي الذي دخلته الشرطة اليوم الاثنين في معارك متواصلة طوال الليل. جاءت الاشتباكات بعد أن حثت مجموعتان طلابيتان قادتا حملة العصيان المدني المستمرة منذ شهرين أنصارهما على التصعيد في مركز الاحتجاجات بحي أدميرالتي الذي يوجد به مقر الحكومة. يأتي هذا بعد اشتباكات على مدى أربع ليالٍ في حي مونج كوك الذي تسكنه الطبقة العاملة بعد أن أخلت الشرطة المنطقة يوم الأربعاء وهو واحد من أكثر بؤر الاحتجاج اضطرابًا. واعتقل 28 شخصًا في اضطرابات وقعت مساء الجمعة وصباح السبت في مونج كوك، المزدحم بالمتاجر والأكشاك ومتاجر المجوهرات والمطاعم.