أكد وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل أن لبنان سيقف بوجه العالم عندما يتهدد وجوده بتوطين فلسطيني أو نزوح سوري دون أن يأبه لمساعدة موعودة غير محققة أو يتأثر بتهويل أو وعيد يبقى "لا شيئ" بالنسبة لزوال الكيان اللبناني. وشدد "باسيل" على ضرورة أن لبنان يحيد نفسه عن مشاكل المنطقة والعالم التي تطفو عليه أو تنقل عدواها إليه فتضر به وبوحدته الوطنية، دون أن يحيد عن قضايا الحق فيها ودون أن يحايد في قضيتها إلا فلسطين. وقال وزير الخارجية اللبناني - في حفل دعا إليه رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدين في لبنان بمناسبة عيد استقلال لبنان– إن لبنان يفاخر ويتقدم جميع الأمم بانفتاحه على العالم كله وبتفاعله مع قضاياه وبانخراطه في المعاهدات والمواثيق والمنظومات الدولية، وباندماجه في المجتمع الدولي وقراراته المحقة، وأن يلتزم بالحق الإنساني. وشدد باسيل - خلال شرحه الأطر اللازمة للدبلوماسية السياسة اللبنانية الفاعلة - على لبنان أن يجاهر بانخراطه في المحاور التي تخدم مصالحه وتعزز قدراته في وجه محور الإرهاب التكفيري، وأن يكون في محور أممي يساهم هو في تأطيره من ضمن القانون الدولي بدل أن يكون في محاور متصارعة تنهش كيانه. وقال: إن لبنان يواجه إسرائيل، عدوا على أبوابه، ينتهك سيادته وأرضه وسماءه ومياهه وثرواته، ويتمسك بحقه في مقاومته دون أن يغفل أن هدفه الأسمى لا بل حقه الطبيعي هو السلام الذي يحقق العدل ويعيد الحقوق ويضمن الشمولية والديمومة. وأكد أن يحول لبنان نقمة وجوده على خط الصراعات العربية - الإسرائيلية، والعربية – الفارسية، والعربية – العثمانية، والشرقية – الغربية، والإسلامية – المسيحية، والسنية - الشيعية، إلى نعمة قدرته على فهمها والعيش من ضمنها ولعب الدور الريادي في حلها فيستفيد منها تبريرا لوجوده وإبرازا لدوره بدل أن يكون حلبة مبارزة لها مستفيدة هي من تناقضاته الداخلية. وشدد أن ضرورة أن يرسم لبنان سياسته الخارجية بالاستناد إلى نظامه السياسي الميثاقي التوافقي، فيعززها بالتشاور والوحدة دون أن يقيدها بالشلل حيث تتوجب المواجهة والإقدام.