تنطلق الانتخابات الرئاسية في تونس بعد غد الأحد في ظل حالة من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه من نتائج تنطلق بعدها تونس إلى مرحلة الاستقرار السياسي بعد فترة انتقالية جاوزت الثلاث سنوات منذ إزاحة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على عن الحكم. وفي الوقت ذاته، يبدأ توافد الناخبين التونسيين في الخارج بدءًا من اليوم على مراكز الاقتراع المحددة في كل بلد للتصويت في هذه الانتخابات ولمدة ثلاثة أيام وفقا لما حددته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وتعد هذه الانتخابات، وفقًا لكثير من المراقبين والمحللين للشأن التونسي، تتويجًا للمسار الانتقالي الذي بدأته تونس منذ ازاحة بن على عن الحكم في أعقاب ثورة 14 يناير 2011، حيث تعددت منذ ذلك التاريخ، المراحل التي قطعتها للوصول إلى حالة الاستقرار السياسي. وكان آخر هذه المراحل قبل انطلاق الماراثون الرئاسي، الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر الماضي والتي اختار من خلالها الناخبون التونسيون "مجلس نواب الشعب"، وهو البرلمان الذي سيخلف "المجلس الوطني التأسيسي" ويتولى طوال السنوات الخمس المقبلة المهام التشريعية في تونس. فقد صادق المجلس الوطني التأسيسي يوم 25 يونيو الماضي على القانون المتعلق بتواريخ إجراء الانتخابات، ومن بينها الانتخابات الرئاسية. وينص هذا القانون على إجراء الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية أيام الجمعة والسبت والأحد 21 و22 و23 نوفمبر 2014 بالنسبة للتونسيين بالخارج، ويوم الأحد 23 نوفمبر 2014 داخل الجمهورية، على أن تنطلق يوم 1 نوفمبر 2014 الحملة الانتخابية للجولة الأولى، وحدّد يوم 21 ديسمبر 2014 كآخر موعد لإعلان النتائج النهائية للجولة الأولى للانتخابات الرئاسية. وفي حال إجراء جولة ثانية للانتخابات الرئاسية، تتولى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحديد موعدها، على ألا تتجاوز نهاية شهر ديسمبر 2014، حسبما ينصّ على ذلك الدستور الجديد. وتبدأ مرحلة الصمت الانتخابي غدا السبت حيث لا يحق لأي من المرشحين إجراء أي مؤتمرات انتخابية أو مقابلات لأغراض انتخابية.