أكد السودان التزامه التام بالتعاون والتنسيق مع دول الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، لمحاربة ظاهرة الاتجار وتهريب البشر، التي أصبحت ظاهرة عالمية فرضت نفسها بأبعادها الخطيرة على مختلف الدول. ودعا حسبو عبد الرحمن نائب الرئيس السوداني- خلال كلمته التي ألقاها أمس الخميس في الجلسة الختامية لمؤتمر "مكافحة الاتجار وتهريب البشر" بدار الشرطة بالخرطوم- إلى ضرورة وجود معالجة جذرية لهذه الظاهرة من خلال تعاون الدول المتأثرة بها بتوفير فرص العمل للشباب والعمل على وقف النزاعات المسلحة ومحاربة الفقر بتوفير سبل العيش الكريمة لمواطني تلك الدول حتى لا يفكروا في الهجرة غير الشرعية للبلدان الأوروبية. وأشار حسبو، إلى أن السودان ظل يضطلع بأدوار رائدة في محاربة تلك الظاهرة من خلال معسكرات اللجوء رغم الحصار المفروض عليه والعقوبات الاقتصادية الجائرة ورغما عن ذلك ظلت الجهود متواصلة لمحاربة تلك الظاهرة والقضاء عليها، مبينا أن قيام المؤتمر بالخرطوم يؤكد حرص السودان على مساهمته والعمل على معالجة ظاهرة الاتجار بالبشر وهى خطوات جادة لضبط وملاحقة التجار الذين يعملون على تفشي تلك الظاهرة على حدود الدول والتي تضرر ضررا بليغا بدول المصدر والعبور والمقصد. وبدوره، أكد الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن، وزير الداخلية السوداني- رئيس اللجنة العليا للمؤتمر- الاهتمام الكبير بالمؤتمر من خلال مشاركة العديد من الدول الأوروبية ودول الإتحاد الإفريقي وتعاونها التام بتنفيذ خطط وبرامج وتدابير تستهدف القضاء على ظاهرة تهريب البشر التي تهدر كرامة الإنسان، مبينا أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها القارة الإفريقية تتطلب الدعم العاجل لحكومات الدول التي تكون معبرا لهؤلاء المتسللين بجانب إنشاء قوات مشتركة بحدود تلك الدول . وطالب وزير الداخلية السوداني بضرورة إعفاء ديون القارة الإفريقية وإلغاء كافة العقوبات التي تحد من جهود الدول المعنية تجاه ظاهرة الاتجار وتهريب البشر، مضيفا أن التدريب والتأهيل وتوفير الاحتياجات الفنية لتلك الدول يساعد على مراقبة وملاحقة مرتكبي تلك الجرائم. وكان المؤتمر قد بدأ أعماله بالعاصمة السودانية (الخرطوم)، الإثنين الماضي واستمر على مدى أربعة أيام، بمشاركة 18 دولة ومنظمة دولية، لمناقشة كيفية مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، وتنسيق الجهود لمواجهتها، وبحث آفاق التعاون بين دول الإقليم لإيجاد معالجة لقضايا وتحديات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين من وبين دول القرن الإفريقي.