استقبلت محافظة الغربية اليوم الجمعة الزائرين والمريدين مع بدء الاحتفالات بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي في مدينة طنطا، والذي يستمر لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال الدكتور محمد نعيم، محافظ الغربية: تم الانتهاء من استعدادات الاحتفال بمولد السيد البدوي بتكثيف الحملات الأمنية ودوريات تجوب الشوارع طوال فترة الاحتفالات مع تواجد خبراء المفرقعات وتخصيص عدد من الأتوبيسات من مرفق النقل الداخلي لنقل رواد المولد من مدخل مدينة طنطا حتى ساحة الاحتفال بالمجان والذبح المجاني بمجازر المحافظة لأصحاب النذور خلال أسبوع المولد. وأشار محافظ الغربية إلى أنه تم رفع درجات الاستعداد القصوى في المستشفيات وتجهيز أجهزة بديلة لتوفير الكهرباء في حالة انقطاعها وتكثيف أعمال النظافة في الشوارع وساحات الاحتفال وإزالة جميع الإشغالات الموجودة حول المسجد وتوفير سيارات مطافئ وإسعاف في محيط الاحتفالات. يقع مسجد السيد البدوي، وسط الدلتا في مدينة طنطا بالقرب من محطة القطار، كما يوجد بذات المنطقة سوق تجاري كبير يسمى درب الأثر، الذي يشتهر بمحال العطارة ولوازم السبوع، وأعياد الميلاد، كما يوجد بالقرب منه عدة أسواق أخرى، حيث تعتبر المنطقة المحيطة بالمسجد سوقا تجاريا كبيرا. ويتميز المسجد الأحمدي بمساحته الكبيرة التي لا يضاهيها أي مسجد آخر في مدينة طنطا كما يتميز بالقباب والمآذن التي تستطيع رؤيتها من أي مكان في مدينة طنطا لوقوعه في أعلى ارتفاع بالمدينة. ويشتهر المسجد بكثرة النقوش الإسلامية والزخارف الملونة من داخل المسجد والكتابات الإسلامية التي تميزت بها المساجد في مصر المحروسة منذ عهد المماليك والعثمانيون، وللمسجد عواميد، وكان لكل منها قارئ أو معلم مثل المسجد الأزهر، وللمسجد 5 أبواب أكبرها البوابة الأمامية، ولم يكن المسجد بشكله المعتاد الذي عليه في الوقت الحالي. وتم بناء المسجد الأحمدي في عهد السلطان سيف الدين قايتباي عام 1483 ميلادية، وأدخلت عليه تعديلات في عهد علي بك الكبير الذي أمر ببناء مسجده الحالي، وبنيت به ثلاث قباب أكبرها للبدوي، والغربية لعبدالمتعال، والشرقية للشيخ مجاهد، الذي كان شيخ المسجد في ذلك العصر، وقد أوقف علي بك الكبير أطيانا عديدة تعتبر من أهم موارد المسجد المالية. وفي عهد الملك عباس الأول تم تجديده مرتين، كما أوقف محمد سعيد باشا أوقافا، ونظم القراءات، كما لقي المسجد عناية من الخديوي إسماعيل، واهتم به الخديوي عباس حلمي الثاني، ثم توالت تجديدات المسجد في عهد الرئيس السادات، وأدخلت تعديلات على المسجد أبرزها المئذنتين الكبيرتين في الجهة الأمامية.