سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد ظهورهما بصلاة العيد.."حجة محلب" و"إبراهيم" تثير الجدل.. انقسام بين رجال الدين حول صحة الفريضة.. علماء يؤكدون جواز الإنابة في رمي الجمرات.. وآخرون يعتبرون الحج باطلًا
فوجئ ملايين المصريين بحضور رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يوسف شعائر صلاة العيد إلى جوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، خصوصا بعد نشر صور لهما بصحبة 13 وزيرا آخرين خلال أدائهم لشعائر الحج هذا العام وتصويرهم بملابس الإحرام. وأثارت هذه الحالة جدلاً واسعا في الشارع المصري، حيث تساءل المواطنون حول رأي الدين في تمام حج رئيس الوزراء وباقي الوزراء الذين عادوا لحضور صلاة العيد إلى جوار الرئيس قبل إتمام شعائر الحج الشريف. وقد انتقلت حالة الجدل هذه من أروقة رجل الشارع إلى رجال الدين حيث أفتى بعضهم بعدم مشروعية ذلك وقال أحد العلماء إن للحج ركنين عند الإمام أبى حنيفة وهما؛ الوقوف بعرفة وطواف الإفاضة، مؤكدا أن من فاته ركن من هذين الركنين فحجة غير صحيح وغير مقبول، قائلا: "إذا غاب أحدهم بطل الحج، وما عدا ذلك من مناسك الحج فيجوز للحاج أن يجبرها بدم". رجل دين آخر حاول إيجاد مخرج ل"حجة محلب" فأوضح أنه من المتوقع أن يكون رئيس الوزراء وقف بعرفة أمس، ثم طاف طواف الإفاضة صبيحة السبت بعد صلاة الفجر، ثم رجع إلى أرض الوطن، لافتا إلى أن الأمر أيضا لا يمثل مشكلة بالنسبة للنحر، قائلا، "هناك صكوك تابعة للشركات من المتوقع أيضا أن يكون قد اشترى صك أضحية لاستكمال الفريضة". أما فيما يتعلق برمي الجمرات فيرى علماء الدين أنه "يجوز للحاج أو يصح له أن ينيب من يقوم برمي الجمرات له، وذلك للمريض والمرأة"، مشيرا إلى أنه يجوز للمسئول إذا تعلق الأمر بأمن وسلامة الوطن، وفى حالة الضرورة واحتياج البلاد إليه، أن ينيب عنه من يقوم برمي الجمرات واستكمال المناسك". وبحسب دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للفتوى بالمملكة العربية السعودية، فأعمال الحج تنقسم إلى أركان يجب الإتيان بها جميعا، ولا يصح الحج بترك شيء منها، ولا يقوم غيرها مقامها، وإلى واجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم، وإلى سنن ومستحبات يكمل بها أجر الحاج. وأما الأركان التي يجب الإتيان بها ولا يصح الحج بدونها، الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، وبحسب دار الإفتاء فإن الأركان السالف ذكرها لا يصح الحج بدونها، ولا يجبر ترك شيء منها بدم ولا بغيره، بل لا بد من فعلها، كما أن الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها، فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً، وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة، إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح عند جمهور أهل العلم. وأما واجبات الحج التي يصح بدونها، يكون الإحرام من الميقات المعتبر شرعًا، والوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهارًا، والمبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم، المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، رمي الجمرات، الحلق أو التقصير، طواف الوداع. وقالت دار الإفتاء واللجنة الدائمة، إن «هذه الواجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم (شاة أو سُبْع بدنة أو سبع بقرة) تُذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من نسي من نسكه شيئًا أو تركه فليهرق دمًا)». وأدى محلب واللواء محمد إبراهيم أركان الحج من إحرام والوقوف بعرفة وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، مما يجعل حجهما صحيحًا، بحسب ما ذكرته دار الإفتاء واللجنة الدائمة للفتوى بالسعودية، أما تركهما للواجبات من طواف الوداع ورمي الجمرات، فعليهما "بذبح أضحية"، لتوزيعها على فقراء مكة. وبطبيعة الحال فإن الموضوع لم ينته عند هذا الحد .. حيث تلقف نشطاء الانترنت هذه الحالة بالتعليقات الساخرة والنكات الضاحكة بصورة خرجت عن نطاق "التهريج" وانقلبت سياسة. أحد المعلقين قال: "يجوز لرئيس الحكومة قطع رحلة الحج وتكليف من ينوب عنه بإتمامها إذا كان هناك خطورة من عدم وقوفه إلى جوار الرئيس في صلاة العيد". ناشط آخر أرجع الأمر إلى إبداع الشعب المصري الذي لديه ألف حل لأي قضية .. وهو ما فعله "الحاج محلب"، على حد وصف المعلق، الذي اكتفى بهذا القدر من شعائر الحج خوفاً من أن يتم كتابة اسمه في دفتر الغياب. أما ثالث التعليقات فيقول صاحبها: "يا جماعة الراجل ده وحومته آخر التزام .. لأنهم وعدوا الشعب أنهم هيكونوا حكومة 7 الصبح.. علشان كدة ما طاقش يتأخر وراح جري من قبل 6 صباحاً". آخر هذه التعليقات وأطرفها كانت لمن لقب نفسه ب"فارس النيل" الذي قال إن من ظهروا إلى جوار الرئيس السيسي ليسوا محلب ولا محمد إبراهيم ولا أي وزير لكنهم شبيهين لهم .. حاجة كدة لزوم التمويه.