سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"العيد جه..هيا بنا نتحرش!"..المبادرات المضادة تفشل في مواجهة الظاهرة.. وسرقة الفتيات شبح جديد يظهر بالمناطق الهادئة..علماء نفس: بسبب الحالة الاقتصادية والكبت..ورجال دين: نتيجة لغياب الحياء وتفسخ القيم
على الرغم من جهود المنظمات الحركات الشبابية والنسائية لمواجهة التحرش خلال أيام العيد، إلا أن الظاهرة ما زالت قائمة، خاصة مع عجز الجهود الأمنية في أماكن التجمعات في احتوائها والقضاء عليها، إضافة إلى انتشار نوع آخر من الجرائم المرتبطة بالأماكن الهادئة، والمتعلق بسرقة الفتيات عن طريق اختطاف حقائبهن، ما دعا منظمات حقوقية إلى المطالبة بضرورة تفعيل الإجراءات المشددة ضد المتحرشين. أهم مناطق التحرش في الأعياد وتشهد عدة مناطق بالقاهرة، حالات تحرش أبرزها حديقة الأزهر، وكوبري قصر النيل وحديقة الفسطاط. ويتحول كوبري قصر النيل، إلى ساحة تحرش جماعي، من جانب عشرات الأطفال، والصبية الذين يتجمعون على شكل مجموعات في مداخل محطة مترو الأوبرا لاستقبال الفتيات القادمات إلى منطقة وسط البلد للاحتفال بالعيد، حيث يتتبع الأطفال الفتيات على طول الكوبري، رغم انتشار أفراد الشرطة والدوريات المتحركة على طول الكوبري والكورنيش، هذا بجانب أماكن السينمات بمنطقة وسط البلد والتي تشهد حالات تحرش جماعى من قبل الأطفال والصبية ودائما ما تنتهى بشجار بينهم. كما تشهد حديقة الحيوان، بالجيزة بعض حالات التحرش بسبب الزحام الكبير من الزائرين في الأعياد، بالرغم من تواجد قوات الأمن وانتشارهم بالحديقة الظاهرة في ميزان علم النفس يرى محللون نفسيون أن المشكلة ربما تكمن في الانعزال والاغتراب عن المواطنين الآخرين وفى نفس الوقت الحاجة والرغبة في الاشباع الجنسى، ولكن أيضا لا يكون الأمر دوما ناتجا عن عدم إشباع تلك الحاجة، إذ يكون التحرش في أحيان كثيرة مجرد إظهار عدم احترام لشعور الآخرين وحرماتهم. وأرجعوا ذلك أيضا إلى تدهور الجانب التعليمى والتربوى، وكذا الحالة الاقتصادية للقائمين بالتحرش، وازدياد معدلات الطلاق والكبت الجنسي في المجتمع، ومن التحليل نرى أن التحرش في كثير من الأحيان لا يهدف لإشباع رغبة ولكن تعبير عن حالة غضب ونوع من العداء والرفض والثورة، وربما يكون طريقة لإثبات الذات. يضاف إلى ذلك سيادة ثقافة الصمت داخل المجتمع وخشية الأنثى من الإبلاغ عن الحادثة تجنبًا للفضيحة، وبعض الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن المناخ العام في البلاد، والذي أدَّى إلى الإحباط الناتج عن البطالة وعدم قدرة الشباب على الزواج وغياب الوازع الديني والأخلاقي. رأي رجال الدين استنكر علماء الدين انتشار ظاهرة التحرش في المجتمع، وأرجعوا انتشار هذه الظاهرة إلى غياب الحياء والذي يمثل قمة الهرم القيمي بالمجتمع، وإلى تفسخ حتى التقاليد والأعراف، والتي تدعو إلى الشهامة والحفاظ على المرأة والفتاة في حال تعرضها لخطر. ودعا بعضهم إلى إنشاء صندوق لتزويج الشباب، يتولى شئونه عدد من الجمعيات الخيرية التي تكون مهمتها تزويج الشباب وتذليل ما يكتنفهم من عقبات، كما تكون مهمة هذه الجمعيات محاربة الرزيلة بأشكالها وأنواعها والعوامل المؤدية إليها. وطالبوا بضرورة احتضان الشباب، وأن تكون هناك مؤسسات رعاية اجتماعية لهم، مع دعوة الأسر إلى أن تقوم بدورها نحو حماية الشباب والفتيات وضرورة الانتباه إلى كل تغير يطرأ على أولادهن. كما طالبوا بضرورة الاستفسار من العلماء والمشايخ وأساتذة علم النفس عن ضرورة معالجة أي داء ربما يتعذر عليهم مواجهته إذا ما وجدوه. مبادرات مضادة للتحرش تعددت المبادرات المواجهة للتحرش فيما بعد الثورة، منها:حملة ''امسك متحرش في العيد'' وهي حملة قام بها مجموعة من المتطوعات والمتطوعين بهدف حماية ومناصرة المرأة المصرية في العيد وارتدوا شعار ''بنات مصر خط أحمر '' وقاموا بتنظيم مجموعة لتوثيق حالات التحرش ومجموعة للإمساك بالمتحرشين ومجموعة للمساندة المعنوية للبنت ضحية التحرش ومجموعة أخرى لمساعدة البنت للذهاب إلى أقرب قسم شرطة لتحرير محضر. ودشنت مبادرة "شفت تحرش" غرفتي عمليات بمنطقة وسط القاهرة، ومدينة كفر الشيخ للقيام بمهام التوعية للحد من انتشار جرائم العنف الجنسي، والتحرش بالإناث، وكذلك أعمال الرصد والتوثيق والتدخل اللحظي حال وقوع حالات تحرش فردية أو جماعية. واستهدفت المبادرة التواجد أمام دور السينما، وكان أبرزها سينما ريفولي ومترو وميامي ومحيط عبدالمنعم رياض، إضافة إلى توزيع 4000 منشور للتعريف بقانون التحرش الجديد، فضلًا عن توفير خطوط ساخنة لتلقي بلاغات الاستغاثة من المواطنات. أيضا قامت مجموعة من الفتيات بفتح حوار على مواقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' و''تويتر'' من خلال تغريدات ومحادثات لشرح ما تعانيه النساء في الشارع والأماكن العامة من تحرش جنسي. بالمثل جاءت حملة ''كما تدين تدان'' والتي تواجد أعضاؤها أمام المولات ودور السينما، مؤكدةً: لن نلجأ للأمن في التعامل مع المتحرش، لأن موقفه لن يكون حاسمًا وأيضا حملة ''قطع إيدك ''. كما توجد حملة ''نفسى'' التي تهدف إلى القضاء على التحرش الجنسي في مصر من خلال إطلاق عددا من المبادرات ويقول مؤسسيها أن هدفنا أن يبقي الشارع المصري مكان آمن لكل من فيه، بدون استثناءات، مؤمنين بحق كل امرأة أن تسير في الشارع دون أن يتحرش بها أي أحد سواء بالنظر أو الكلام أو اللمس. وتمركزت حملة "وطن بلا تحرش" بمساعدة ما يقرب من 75 متطوعًا بشوارع جامعة الدول العربية بالمهندسين وحديقة الفسطاط وحديقة الحيوان. جهود المنظمات النسائية أيضا تعمل بعض المنظمات النسائية على إقرار قانون لتجريم التحرش الجنسي، سواء تم التحرش بواسطة المغازلة الكلامية، أو اللمس، أو من خلال المحادثات التليفونية، أو رسائل المغازلة التي ترسل عبر الهاتف النقال أو الإنترنت أو الرسائل المكتوبة أو الشفهية وترجع الأسباب الحقيقية للتحرش إلى، قلة الوعي الديني، غياب المؤسسة التعليمية غياب دور الأسرة، الإحباط وعدم الشعور بالأمان، الاستفزاز الطبقي وانتشار الفساد، الغياب الأمني، تزايد الأنانية وعدم المبالاة. حوادث السرقة بالإكراه سجلت معدلات جرائم السرقات بالإكراه أو المقترنة بالقتل زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة وتشكل العشوائيات مرتعاَ خصبًا للسرقة بالاكراه والعشوائيات تزداد فيها معدلات السرقة. في ظل غياب الأمن من ناحية وانتشار البطالة ومتعاطي المخدرات من ناحية أخرى . وهذا النوع من الحوادث عكس جرائم التحرش، لأنها تنتشر في الأماكن الهادئة غير المزدحمة. ومنذ سنوات كان التحذير من عصابات الموتوسيكلات، التي تعترض الفتيات والسيدات بالطريق لسرقة مصوغاتهن الذهبية كالسلاسل والأقراط لكن شمل التحذير أيضا السيارات. أهم مناطق سرقة السيدات تعد منطقتا وادى حوف وحدائق حلوان، من أكثر المناطق التي تحدث فيها سرقات بالإكراه للسيدات، بسبب الغياب الامنى التام في المنطقة، حيث تتعرض السيدات والفتيات لسرقة الحقائب والسلاسل أثناء سيرهن في الشوارع في الفترة من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشرة ظهرا. ويستغل اللصوص هذه المنطقة السكنية الهادئة ليقوموا بالسرقة من خلال السيارة والهروب بسرعة. رأي علم النفس تقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: "الفقر وارتفاع مستوي الإنفاق أصبحا يفوقان بمراحل ما يتحمله المواطن في مصر حيث صارت نسبة الاحتياج مرعبة مع قناعته بأن الأغنياء لا يستحقون ماهم فيه مع الشعور بالدونية والقهر الذي يتحول إلى شكل من أشكال الحقد والغل واكتسحت الطموحات المادية أي شيء آخر، مع انعدام الأخلاق وغياب القيم وانحدار السلم القيمي الاجتماعي وهي من أهم الأسباب. وأضافت أن أهم الأسباب لانتشار مثل هذه الجرائم يعود إلى النمو السكاني غير المحسوب وغير المدروس عواقبه وانهيار التعليم والخطاب الديني الذي لم يعد يهتم بالمعاملات ويهتم بالقشور فقط في حين أن الدين هو بروتوكول الحياة. وأكدت أن المخدرات والبطالة أثرتا بشكل كبير وواضح وكل ذلك انعكس على الشارع المصري الذي أصبح بلا انضباط وصارت هناك جرأة في التعامل مع الجريمة ولم يعد لدى مرتكب الجريمة خوف من عواقب فعلته لأنه أفلت بالمرة الأولى. وتقول الدكتورة عزة كريم مستشارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن السرقة جريمة موجودة باستمرار في المجتمع المصري مثل أي مجتمع من المجتمعات ولكن كان لها سمات معينة تتم في فترات عدم وجود الأشخاص أثناء الليل ولكن تطور الأمر وأصبحت تختلف السرقة في أشكالها وأصبح مباحًا للسارق أن يأتي في أي وقت وهو مسلح وإذا اعترضه أحد قتله دون أي نوع من أنواع التفكير. وطالبت بضرورة تأمين الشوارع والمناطق بالإجراءات الأمنية وتوقيع أقصى العقوبة على المجرم لأن العقوبات التي يأخذها لا تكون عقوبات مشددة إضافة إلى ضرورة القضاء على البطالة والمخدرات واستيعاب الشباب بكيان كبير داخل المجتمع. ونوهت عزة إلى أن هذه الظاهرة سوف تتضاعف وتزايد في حال استمرار الوضع كما هو عليه الآن.