تشعر وكالات الأمن في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقلق من هواتف iPhone الجديدة ليس لأنها قد تتعرض للانحناء في بعض الأحيان بل لأنها مغلقة تمامًا، حيث نوهت صحيفة New York Times أن الخوف الأكبر هو أن هذا الهاتف يشكل أول أداة ستقف في طريق تحقيقاتهم بعد ما كشف عنه سنودن. تعتبر هذه المخاوف منطقية، وذلك لأنه في نظام التشغيل الجديد لأجهزة iPhone وiPad وiPod Touch وعند قيام المستخدمين بإنشاء رمز المرور لن يعود بمقدور أبل أن تقوم بإلغاء قفل جهازك حتى ولو طلبت منها المحكمة ذلك، وهذا يعني أنه في حال تم إصدار أمر من المحكمة يقضي بأن تقوم أبل بكشف محتوىات هاتف ما فإن كل ما ستحصل عليه هو مجموعة من البيانات غير المفهومة. وتزعم أبل، أن فك الشفرة أو الرمز المخصص لكل هاتف قد يستغرق أكثر من خمس سنين رغم أن الخبراء يعتقدون أن في هذا الأمر تقليل من سرعة الوكالات الأمنية في فك الشفرات، ولا تعد ابل الشركة الأولى التي تقوم بتشفير البيانات على هواتفها فقد كان نظام جوجل Android قادرًا على فعل ذلك لمدة سنين رغم أن ذلك لم يكن الإعداد الإفتراضي، ومن المتوقع أن يتم جعله افتراضيًا في الإصدارات القادمة من النظام. وفي الوقت الذي تشعر فيه الوكالات الأمنية بالقلق حول مايملكه هذا الأمر من تأثير على محاربة الإرهاب والنشاط الإجرامي يعتقد المدراء التنفيذيون للشركات أن اللوم منصب على الحكومة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد كان للكشف عن قيام الحكومة بالتنصت على المكالمات دورًا كبيرًا في جعل الجميع يشعر بالريبة من المنتجات الأمريكية، وقد أوضحت صحيفة New York Times أن النجاح في السوق الدولية خصوصًا في أماكن مثل البرازيل والصين وألمانيا يعتمد بشكل أساسي على إقناع المستخدمين بأن بياناتهم آمنة. وكما يوضح Matthew Green الخبير في مجال التشفير وحماية الشبكات فإن التركيز على الحكومة الأمريكية فقط يعتبر نوعًا من قصر النظر ويعبر عن عدم رؤية الصورة بشكل كامل: " الولاياتالمتحدة ليست الحكومة الوحيدة في العالم التي تمتلك سلطة تنفيذ القانون وليست الوحيدة التي لديها نية في الاطلاع على بيانات مواطنيها"