عاشت محافظة الشرقية خلال الأشهر الماضية، حالة من الرعب والفزع بين الأهالي، عقب تردد شائعات وحقائق عن اختطاف الأطفال وطلب فدية مقابل عودتهم. واستمر هذا الرعب لوقت قريب وسرعان ما بدأ الأهالي في نسيانه حتى بدأ الشبح يعود مرة ثانية مع بداية العام الدراسي الجديد وسط مخاوف كبيرة من أولياء الأمور على أبنائهم. رصدت "البوابة نيوز"، العديد من حالات الاختطاف التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، والتي كان لها التأثير السلبي على حياة المواطنين. البداية كانت منذ 5 شهور تقريبًا حيث شهد مركز كفر صقر حادثة اختطاف لطفلة تدعي منة الله تبلغ من العمر 9 سنوات، وعثر عليها مخنوقة وملقاة بين أكوام القمامة على الرشاح، بعدما لم يستطع أهلها دفع فديتها. وما هي إلا أيام وخطف الطفل بلال البالغ من العمر 13 سنة، والمقيم بمركز الحسينية، وتم قتله أيضًا لعدم استطاعة أهله دفع فديته، وكذا محاولة خطف الطفلة حنين ثلاث سنوات من يد والدتها بمركز الإبراهيمية إلا أن الأهالي التفتوا لصراخ الصغيرة، وألقوا القبض على الجناة بعد مطاردات عنيفة. ورغم الجهود التي تقوم بها أجهزة الأمن إلا أن الجناة مصرون على ارتكاب جرائمهم، فبعد أيام من حادثة مقتل الطفلة منة الله، قام مجهولون باختطاف طفل يبلغ من العمر 5 سنوات في ظروف غامضة أثناء خروجه من منزله في مدينة مشتول السوق لشراء بعض الحلوى، حيث لاحظ والده تغيبه وتأخره عن العودة إلى المنزل، وبعد أن قام بالبحث عنه تيقن أن نجله قد تم اختطافه فقام على الفور بإبلاغ الشرطة مؤكدًا أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مجهول بطلب فدية قدرها "نصف مليون جنيه" لإعادة نجله. تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث مركز مشتول السوق بالتعاون مع ضباط مباحث إدارة البحث الجنائي، وتبين من التحريات وجود خلافات مادية وعائلية بسبب النفقة بين والد الطفل المختطف، وأسرة مطلقته، حيث أكد والد الطفل المخطوف أنه اشتبه في الشخص الذي قام بالاتصال به لمساومته على الفدية أنه شقيق مطلقته، وذلك لوجود نزاعات عائلية بينهم وخلافات مادية حول مستحقات الطلاق من مؤخر ونفقة، وأنه تعرض للتهديد من قبل عائلة مطلقته إذا لم يوف بالتزاماته المادية نحوها. وتمكن ضباط المباحث من مجاراة المتهمين حتى تم القبض عليهم وعودة الطفل إلى والده دون دفع فدية. ولم تقتصر عمليات الخطف في الشرقية على الأطفال، بل وصلت إلى الفتيات ورجال الأعمال، حيث تم اختطاف أكثر من فتاة أثناء ذهابهن إلى المدرسة، كما تم اختطاف طبيب من داخل المستشفى الخاص به، وتمكنت أجهزة الأمن من إعادته كما شهدت مدينة منيا القمح اختطاف رجلي أعمال لدفع الفدية، وتمكنت الأجهزة الأمنية بعد جهود مضنية من ضبط "محمد.ق.ج"، 22 سنة، عاطل، ومقيم دائرة مركز بلبيس والمطلوب ضبطه وإحضاره في واقعة اختطاف الدكتور "عبد الله.م.ح"، بطريق بلبيس القاهرة الصحراوي واختطاف "حسن.ع.م"، بطريق أنشاص الصحراوي، واختطاف "أحمد.ع.م"، بطريق أنشاص الصحراوي واختطاف الطفل "ياسين.س.ك"، من أعلي كوبري بلبيس العلوي وسرقة بالإكراه، وبحوزته بندقية آلية عيار 7، 62×39، و7 طلقات من ذات العيار، وبمواجهته اعترف باشتراكه مع آخرين في ارتكابه العديد من وقائع الخطف. أصبحت حوادث الاختطاف بشكل شبه يومي في الشرقية، واقتربت من التحول إلى ظاهرة، تأكيدًا على الانفلات الأمني في ذلك الوقت، فالطفل الذي رافق صديقه قد يأتي يوم ويذهب وحده للمدرسة ليكتشف أن زميله تم اختطافه، وقد يكون سيئ الحظ ولا يعود، وربما تنقذه العناية الإلهية ويعود. وأوضح عدد من الأهالي بالشرقية، أنهم يتعرضون لحالات سرقة واختطاف مستمرة، نظرًا لعدم وجود رقابة أمنية في العديد من المناطق، وخاصة القريبة من المناطق الجبلية، موضحين أن هناك مناطق لا يستطيع أحد التقرب منها كمنطقة معسكر الخطارة، ومنطقة سامي سعد، ومفارق خضير فكل هذه المناطق غير مؤمنة وتحوى بداخلها أعدادًا كبيرة من البلطجية والخارجين عن القانون علاوة على سرقات السيارات المتكررة واختطاف الأطفال، مما أدى إلى إصابة الأهالي بالزعر والقلق على حياة أبنائهم وممتلكاتهم. فالأهالي يطالبون بإنشاء كمين ثابت في تلك المنطقة لأن منطقة سوادة بأكملها تقوم بغلق منازلها ومحالها التجارية من الساعة الثامنة مساءا خوفا من هجوم البلطجية وأصحاب السوابق. كما أكدت الأهالي أن الخطر أصبح يداهم الأطفال الصغار خاصة من يتوجهون إلى الحضانة والمدارس، مؤكدين أن ذلك يرجع إلى الارتفاع الجنوني للأسعار، والبطالة، وأن هؤلاء الشباب اتخذا أقصر الطرق للثراء السريع، فيقومون بخطف الأطفال لسرقة حليهم الذهبي، أو مساومة الأهل لطلب فدية، وفي حالة عدم تمكنهم يقومون بقتل الضحية لعدم افتضاح أمرهم. وأكد بعض رجال الأمن أن حوادث الخطف فردية، وليدة مواقف منفردة، ولا ترقى لمستوى الظاهرة، نافيين ما تردد عن احتمال خطف الأطفال، بسبب سرقة الأعضاء، مشيرين إلى أنهم لا يدخرون جهدًا لضبط الجناة واقتفاء أثرهم في مختلف أرجاء المحافظة.