تركت فرنسا الباب مفتوحا أمام إمكانية مشاركتها في الغارات الجوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا بعد ان ذبحت جماعة إسلامية جزائرية متشددة سائحا فرنسيا ردا على مشاركة باريس في الحملة العسكرية ضد الدولة الإسلامية في العراق. وكانت فرنسا قد استبعدت مرارا مشاركتها في الحملة الجوية في سوريا المعقل الرئيسي للتنظيم. وهي تخشى أن يخلق القصف الجوي لمتشددين إسلاميين فراغا لن تقوى سوى قوات الرئيس السوري بشار الأسد على شغله وهو ما يصعب مهمة قوات المعارضة المعتدلة التي تحارب الجيش السوري الأكثر تنظيما. لكن موت السائح الفرنسي إيرفيه جورديل الذي ذبح في الجزائر بعد مرور 24 ساعة فقط على المهلة التي أعطيت لفرنسا لوقف هجماتها في العراق زاد فيما يبدو موقف باريس شدة. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الخميس ان إمكانية مشاركة فرنسا في ضربات سوريا "مطروحة على الطاولة". وجاءت تصريحات لو دريان بعد ساعات معدودة من استبعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند هذه الغارات. وشاركت فرنسا في التحالف الذي يقصف أهداف الدولة الإسلامية في العراق على أساس ان بغداد طلبت المساعدة لكنها أحجمت عن فعل ذلك في سوريا وهي تكتفي بمساعدة المعارضة المعتدلة ضد الأسد. لكن وزير الدفاع قال لراديو آر.تي.إل حين سئل عن إمكانية انضمام فرنسا إلى الغارات في سوريا "الفرصة غير متاحة اليوم. لدينا بالفعل مهمة هامة في العراق وسنرى كيف يتطور الموقف خلال الايام القادمة." ومع الضغط عليه أكثر ليوضح هذه الإمكانية مستقبلا قال "المسألة مطروحة على الطاولة." ويحضر وزير الدفاع اجتماعا مع أولوند اليوم الخميس يناقش المهمة الفرنسية ضد الدولة الإسلامية. وقصفت طائرات التحالف التي تقوده الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء مواقع الدولة الإسلامية في سوريا لكن الضربات لم تمنع مقاتلي التنظيم من التقدم في منطقة كردية تحدث فيها الفارون عن احراق قرى وذبح الأسرى. وأصبحت فرنسا الأسبوع الماضي أول دولة تنضم إلى الولاياتالمتحدة في شن غارات جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق التي سيطرت على ثلث العراق ومناطق واسعة في سوريا. وحتى وقت قريب قال مسؤولون فرنسيون إن تركيز باريس سينصب على تسليح وتدريب قوات المعارضة السورية على الأرض. والليلة الماضية التقى الرئيس الفرنسي أولوند الذي أجاز من قبل تسليم أسلحة إلى المعارضة مع رئيس الائتلاف السوري المعارض في دورة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة ووعد بزيادة دعم فرنسا للائتلاف. وحدث بالفعل تغير طفيف في الموقف الفرنسي قبل بدء الحملة الجوية التي تقودها واشنطن في سوريا حين قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن باريس لا ترى مانعا قانونيا يحول دون توجيه ضربات جوية في سوريا. وكرر فابيوس في حديث مع راديو فرانس إنفو يوم الخميس قوله ان لا مستقبل للأسد وصرح بأن اجتماع اليوم الخميس سيناقش المهمة الفرنسية ضد الدولة الإسلامية بما في ذلك سوريا. وقال فابيوس "سوريا وضع مختلف. هناك عدوان. سنركز على تقوية المعارضة السورية لكن يجب الا نقوي الأسد بضرب الدولة الاسلامية. "الضربات يجب أن تنفذ وهو ما يقوم به الأمريكيون لكن علينا أن ندين الأسد وهو مازال دكتاتورا ونعزز المعارضة المعتدلة".