رأى الكاتب التركي “,”طه آقيول“,” في مقال له بصحيفة “,”حريت“,” التركية، اليوم، أن ضبط النفس الذي مارسته تركيا فيما يتعلق بموقفها من التطورات التي جرت في مصر، من ناحية عدم قطع العلاقات، وسحب السفير، كان صائبا لجهة الإبقاء على التواصل مع الإدارة الجديدة عبر القنوات الدبلوماسية، والعلاقات الاقتصادية الهامة التي تربط البلدين. وأضاف أن تركيا مستمرة في إدانة “,”الانقلاب“,” إلى جانب موقفها المنضبط، الذي يصب في تمكين المصريين من تلافي العيوب التي أصابت الديمقراطية في بلادهم، والذهاب إلى الانتخابات بأسرع وقت ممكن، دون إقصاء أي طرف، وهو ما عبر عنه الرئيس التركي “,”عبد الله غل“,” خلال استقباله السفير المصري لدى أنقرة. وبين “,”آقيول“,” أن تأكيد “,”غل“,” خلال اللقاء على ضرورة إطلاق سراح “,”مرسي“,” ورفاقه، كان في غاية الأهمية، لأن استمرار اعتقالهم أو إقصاء الإخوان المسلمين في أي أية انتخابات مقبلة، لن يفضي إلا إلى مزيد من التوتر، مشيرا إلى أن فشل أية تجربة ديمقراطية في الشرق الأوسط، وحتى في آسيا وأفريقيا سيشكل مثالا سيئا في المنطقة، التي بدأت بالتعرف مؤخرا على الديمقراطية. واعتبر أن الحلقة الأنجح في مسلسل الربيع العربي هي تونس، نظراً لانفتاح المجتمع التونسي على الثقافة الغربية، ووجود قيادة مثل الغنوشي، المفكر الملتزم، على رأس حركة النهضة الإسلامية، الذي تقود الإئتلاف الحكومي، والذي تميز باعتداله، ومواقفه البناءة، ويرى أن النموذج السياسي للمسلمين في العصر الحالي “,”ليس الخلافة وإنما الديمقراطية“,”. وشدد الكاتب التركي على ضرورة تخلص مصر بأسرع وقت ممكن من “,”الانقلاب“,”، ودعم الديمقراطية بعقلية معتدلة وتوافقية، تقبل بوجود الآخر، وتتيح لكل من الإسلاميين، والليبراليين، والعلمانيين، في مصر، وتونس، الإعتراف بالآخر، وحذر من أن عواقب قمع الإسلاميين، وإقصائهم ستكون دامية، ومرعبة، مستحضرا تجربة الجزائر في هذا الإطار. وأوضح أن تركيا يمكن أن تشكل مصدر إلهام لدول الشرق الأوسط، طالما أنها تمثل نموذجا للديمقراطية الدستورية (الليبرالية)، ومن هنا تبرز ضرورة عدم قطع العلاقات مع مصر واستمرارها وتطويرها. الأناضول