فى البداية قد لا يعجب كلامى البعض.. وقد يراه آخرون خروجًا أو تطاولاً.. ولكنها الحقيقة التى قد تكون صادمة.. فى السابق الذى ليس ببعيد عنا كثيرا، كان شيوخ السلفية لا يعلّمون الشباب شيئا إلا بإعطاء دليل شرعى من الكتاب أو السنة، فكان الشاب يرى أن مرجعيته هى الكتاب والسنة، ثم يضيف الشيخ فهم السلف الصالح لهذا النص الشرعى، ليكون التأصيل الفقهى للسلفية مبنيا على "اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة".. تلك هى الدعوة السلفية ببساطة شديدة.. ومع مرور الوقت بدأ الشيوخ يدخلون معترك السياسة وبدأ الشباب يأخذون كلام المشايخ دون بحث عن دليل من باب الثقة فى هؤلاء المشايخ.. ولكن الدين لا يؤخذ إلا بأدلته.. أحدث ذلك الأمر نوعا من التعظيم أوالتبجيل للشيخ فى ذاته، وليس لأجل المنهج أو الأدلة التى يمتلكها.. الشاب المضحوك عليه يرى أن الشيخ يعلم الصواب المطلق.. ويرى أن الشيخ يعرف الصحيح من الخطأ.. يرى أن الشيخ يتكلم بما يريد الشرع.. فقط الشيخ يمتلك العقل الراجح.. لقد انتقلنا من تقديس المنهج إلى تقديس الشيخ.. انتقلنا من مرجعية الكتاب والسنة.. إلى مرجعية الشيخ والداعية. ضحك علينا شيوخ الفضائيات ومن نصبوا أنفسهم سدنة الدين ومعهم الجماعة الإرهابية والتى نمت وترعرت على فقه التقية والتعريض لمدة ثمانين عاما، أقنعونا بداية بأن هدفهم الدعوة ولاشيء غيرها، وأنهم أبعد ما يكون عن السياسة، ثم مالبثوا أن انقلبوا على ذلك وخلطوا بين الدين والسياسة ورفعوا شعار الإسلام دين ودولة. يخطئ من يقول إننا انتهينا من الإخوان وأتباعهم فالأخطر على الشعب من الإخوان هم المشايخ الذين يحتكرون الدين لأنفسهم ويقنعون البسطاء بأنهم فقط من يفهم أو يفسر الدين.. وللعلم جميعهم لا يملكون العلم فى أصول الدين أو الفقه بل هم فى الحقيقة تجار للدين يَتكسّبون من وراء أكاذيبهم التى ينشرونها ليل نهار علينا.. ونأتى هنا لشيخ المشايخ محمد حسان الذى ملأ الدنيا تصريحات بأنه سيجمع لمصر مايغنيها عن المعونة الأمريكية فى ثلاثة أيام وبالفعل جمع الرجل 38 مليون جنيه لا ندرى أين ذهبت وهل دخلت خزانة الدولة أم خزنة حسان؟! ولم ينته الأمر عند ذلك فحسان لديه أخ متهم فى قضية تزوير أوراق سيارات وتم الحكم عليه، هذا بخلاف واقعة فتاة فاقوس.. أيها الشيخ ألا تستحق منك مصر أن ترد إليها مالها؟!.. لم نسمع لك صوتًا منذ تحريضك على الجيش والشرطة فى ميدان مصطفى محمود بعد فض رابعة والنهضة. لعل المانع خير.. أما كبير المحرضين فهو أبو إسحاق الحوينى هو حجازى محمد يوسف شريف.. نعم اسمه "اسمه الحقيقى حجازى؟!"، وهو أحد أشهر دعاة الدعوة السلفية حالياً.. أبو إسحاق الحوينيّ ولد بقرية حوين بمحافظة كفرالشيخ بدلتا مصر.. ولد أبو إسحاق الحوينيّ أو حجازي محمد يوسف شريف في أسرة ريفية بسيطة، وقد كان والده متزوجًا بثلاث سيدات، (كان أبو إسحاق من الأخيرة وكان الأوسط -الثالث- بين الأبناء الذكور الخمسة)، وكان متدينا كحال عامة القرويين آن ذاك. وأصبح من هؤلاء المشايخ الذين مسخوا عقول الشباب وفتنوهم عن دينهم السمح!، أبو إسحاق الحوينى اسم فخم ضخم رنان يظن من يسمع هذا الإسم لأول وهلة أنه لواحد من الصحابة أو التابعين أو واحد من علماء خير القرون.. ولذلك كان من ذكاء ودهاء الحوينى أنه اختار لنفسه هذا اللقب، أضف إلى ذلك لحية كثة وجلباب أبيض وعمامة وقورة لزوم النصب أو عدة الشغل!.. أضف إلى ذلك مجموعة من الأتباع البسطاء يسيرون خلفه فى كل مكان يذهب إليه ويشيعون خبره بين البسطاء وبهذا تكتمل الأسطورة وتحكم الحبكة الدعائية التلميعية جيدا!!. من خلال إطلاق لقب محدث العصر على الحوينى!! وتركيز هذا اللقب فى الأدمغة التى لا تفكر من خلال كثرة استخدامه وترديده!!.. فتزداد الأسطورة قوة وينتظر الناس هذا العالم المنتظر!!.. وهو كاذب نصاب وكله باسم الدين!!. ثم يسافر هذا الحوينى الدجال المدلس المسمى محدث العصر للشيخ الألبانى كبير الصنعة أو الشيخ الأكبر للصنعة أو بابا علم الحديث لينال بركات البابا.. ويعلن ذلك بين الناس أنه ذاهب فى رحلة لطلب الحديث وسيترك بلده وأهله سعياً لطلب العلم وحديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فتزداد الأسطورة قوة وبريقا وينتظر الناس هذا العالم المنتظر الذى سيأتى بعد هذه الرحلة المباركة.. ولكن الشيخ الألبانى تلقاه دون أن يعيره أى اهتمام ورفض أن يصبح تلميذا لديه.. ومع إلحاح الحوينى يوافق الشيخ الألبانى على أن يجلس فى بعض حلقات العلم التى كان الشيخ يعقدها.. ولو كان أبو إسحاق نجيبا مخلصا لكان الشيخ الألبانى تمسك به وقربه ولكن لم يكمل معه غير شهر واحد فحسب.. ورغم ذلك عاد الحوينى وقد وجد ضالته فهو لم يبغ غير الصيت والشهرة حتى لو كانت عن طريق الكذب والغش والتدليس على الناس.. فعاد إلى كفر الشيخ ليشيع بين الناس أنه جلس وتتلمذ على يد الشيخ الألبانى وسار الخبر بين الناس والبسطاء كالنار فى الهشيم.. "وعجب وأى عجب أن يجلس طالب علم مع شيخه شهرا واحدا ثم يدعى أنه تلقى العلم أو أصبح تلميذا لهذا الشيخ"، والسؤال هنا إلى الأزهر وشيوخه الأجلاء: "كيف سمحتم لأمثال هؤلاء بأن يتصدوا للمسائل الفقهية وينشروا بين الشباب أفكار كتب الثراث وكأنها الدين الحقيقى حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟، مطلوب من الأزهر أن يأخذ المبادرة ويقوم بثورة تنوير واسترشاد ويفضح هؤلاء الأفاقين حتى لا نفاجأ بظهور داعش والقاعدة بيننا، فهؤلاء المشايخ أصحاب فقه التقية والتعريض يحرضون ليل نهار على القتل لكل من يخالفهم فى الرأى أو الفكر.. كذلك مطلوب من الأزهر تعريف واضح لكل أنواع الجهاد، كذلك تعريف الشهيد فمن غير المعقول أن يُقال عن مسجل "خطر" شهيد.