جاء قرار الشيخ أبو إسحاق الحوينى بعدم الحديث مرة أخرى فى الأمور السياسية أو حتى مناقشتها فى أعقاب اتهام شباب التيار السلفى له بالتخلى عن حزب "النور" فى الانتخابات البرلمانية التى جرت المرحلة الأولى منها وخرج منها الحزب بعدد قليل من مقاعد البرلمان القادم. وكشف علاء الدين العشرى المتحدث بإسم حركة "دافع عن العلماء" الأسباب الحقيقية لاعتزال الشيخ أبو إسحاق الحوينى الحديث عن السياسة حيث التقى الشيخ بأعضاء الحركة وفندّ لهم أسباب ابتعاده عن السياسة. وقال "العشرى" ل"الموجز" إن الشيخ الحوينى أكد له أن موقفه من المشاركة فى العمل السياسى لم يتغير منذ عهد مبارك موضحًا له أنه يرى أن المناخ السياسى متغير وأنه فى حالة إدلائه برأيه فى أى وقت من الأوقات فى وضع سياسى معين فإن هذا الرأى قد يتغير بتغير الوقت وتغير الظروف . وتابع الحوينى ل"العشرى" كثيرا ممن لا يعلمون فقه الواقع السياسى سيتهموننى بالنفاق والخيانة والعمالة ،وهذه الأمور ستضر بوضعى الدعوى الذى يعتبر الأساسية فى الحياة ولن يقبل أحد كلامى الدعوى عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وأوضح العشرى أن الشيخ الحوينى يرى أن الأحكام الشرعية واضحة والفتاوى ثابتة نظرًا لكونها ثوابت فى الدين لن تتغير بأهواء البشر ولكن السياسة تقبل الاجتهادات والتدخلات والأهواء والميول وهو ما قد يضر بالدعاة ويضعهم فى موضع غير لائق بهم . وأشار "العشرى" إلى أن الشيخ الحوينى يؤكد أن حسم الخلاف فى المسألة الشرعية لا يختلف عليه أحد وأن الحجة فيه للأدلة الشرعية بينما العمل السياسى ليس به أدلة شرعية منصوص عليها ولا يصل بها أحد لحسم الخلاف والدليل الواحد قد يتغير عليه آراء كثيرة وقد تكون جميعها صحيحة من وجهة نظر أصحابها. وأكد "العشرى" أن الشيخ الحوينى قال منذ زمن إن الانتخابات البرلمانية لا تجدى نفعًا موضحًا أن موقفه الأخير من عدم دعم حزب "النور" فى الانتخابات البرلمانية لا علاقة له بموقفه من الحزب كحزب أو تيار أو علاقته بالدعوة السلفية وإنما له علاقة برأيه فى العملية السياسية برمتها . وأكد العشرى أن الحوينى قال له نصًا "خوض الانتخابات لن يجدى نفعًا وحتى لا يفهم كلامى خطأ فإن أبناء الدعوة السلفية ودعاتها هم أحباؤنا وإخواننا واعتزالى الحياة السياسة لا علاقة له بدعمهم أو التخلى عنهم بل له علاقة بموقفى من العمل السياسى وضرورة الحفاظ على مصداقية الداعية الإسلامى ". وأوضح العشرى أن الشيخ أبو إسحاق الحوينى أكد خلال لقاءه مع أعضاء حركة دافع أنه ليس لديه مشكلة مع إخوانه من أهل العلم خاصة من كان له لسان صدق فى تفعيل مبادرة الصلح بين العلماء وأنه سيقبل بالظهور كالسابق فى حال زوال الفتنة . يذكر أن موقف الشيخ أبو إسحاق الحوينى كان غير واضحاً من ثورة 25 يناير وظل صامتًا فترة كبيرة حتى طالبه كثيرون بضرورة الإفصاح عن موقفه وخرج حينها ليقول نصًا " دستوري أيام الفتن والاختلاف هو ما رواه البخاري عن ابن عباس يوم أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمنى أن يرد على من قال:" ما كانت بيعة أبي بكر إِلاَّ فلتة فتمت " وأقول: لو أن الله عز وجل بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قبره، وذهب إلى ميدان التحرير، وكل الناس تعرف أنه عمر، وقال لهم قولا يخالف رأيهم لرجموه بالحجارة". وتابع حينها " إن المشهد الجديد ليس له نظير سابق يقاس عليه، وهذا سبب إشكاله، لأنّ المظاهرات قبل ذلك كانت نهايتها معروفة، ولم تغير من القرار السياسي شيئا". واعتبر البعض تعليقه مناهضة للثورة المصرية بينما فهمه البعض محاولة للتعقل وفهم الأمور بشكل أكبر ولكنه أوضح أنه يتعامل مع الأمر على أنه فتنة وأنه بداية ما يسمى بالفوضى الخلاقة . وظل موقف الشيخ أبو إسحاق الحوينى من حزب "النور" موقف المؤيد المعارض لسياساته فحينًا يشيد بطريقته فى العمل السياسى وحينًا يعترض على وجوده فى العمل السياسى وإضرار السياسة بالعمل الدعوى للدعوة السلفية فقد سبق وأن حذف مطالبته بمقاطعة الدستور من موقعه على صفحة التواصل الاجتماعى على "الفيس بوك" حتى لا يكون شوكة فى ظهر الدعوة السلفية وذراعها السياسى حزب "النور" ولكنه خرج الآن ليؤكد بأنه لن يدعم حزب"النور" فى الانتخابات البرلمانية ولن يحرض على النزول للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية ،فى حين يرى الشيخ أبو إسحاق الحوينى أن مواقفه غير مترددة وإنما تعبر عن ثبات منهجه وعدم دعمه لفئة على حساب فئة وقال : "كلامي ليس مبنيا على العاطفة، ولا على الانفعال، ولكن مبني على الاعتقاد والظن الراجح". وكان لموقفه المعارض لجماعة الإخوان أيضًا دور فى هجوم بعض المؤيدين للجماعة من التيار الإسلامى له واتهامه بالخيانة والعمالة خاصة بعد تعليقه على تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وقال إن الله منحها إياهم، وعندما أخفقوا، سلبها منهم لكي يتعظوا". وقال الحويني، في فيديو على صفحته الرسمية : "كأن الله أراد أن يقول للمتشوقين والذين يحلمون بإقامة الإسلام، أدنهالكم سنة.. ما نفعتوش، نسلبها منكم، لتتربوا وترجعوا، وتعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية". وكل هذه المواقف كانت سبب قوى فى اتخاذ الشيخ أبو إسحاق الحوينى قرار الخروج من إطار السياسة والاكتفاء بالعمل الدعوى.