أشارت الكاتبة "ليلي الراعي" خلال ندوة مناقشة كتاب "طلعت حرب.. رجل غير وجه مصر" إلي أن طلعت حرب استطاع ان يقول للعالم أجمع إن مصر بلد قوي يمكنه الاعتماد علي نفسه وأن يبني بنكا مصريا برؤوس أموال مصرية وإدارة مصرية٬ لكن طريقه لم يكن مفروشا بالورود وكانت هناك إرادة حديدية وعزيمة صلبة ورؤية واضحة من رجل عصامي لم يكتسب شهرته من مجال السياسة مثل باقي باشوات مصر في ذلك الزمان، لكنه اكتسبها من مجال الاقتصاد، فقد بدأت مصر معه أولى خطوات انتقالها لتصبح بلدًا صناعيًا متقدمًا- بلد ينتج بنفسه ما يأكله وما يلبسه، وكان هذا هو مفهومه للاستقلال. وتابعت الراعي :" كانت بداية فكرة إنشاء بنك مصري وطني مع إنعقاد المؤتمر المصري الأول عام 1911 في ذلك اليوم انتهز طلعت حرب فرصة اجتماع أعيان البلاد وعرض علي لجنة المؤتمر فكرة إنشاء بنك مصري برؤوس أموال مصرية تبقي عوائده وفوائده داخل مصر وتستثمر فيه ولا تذهب إلي أوروبا كما تفعل البنوك الأجنبية ولاقت الفكرة إستحسانا كبيرا وقرر المؤتمر بالإجماع وجوب إنشاء بنك مصري كما قرر إختيار طلعت حرب للسفر إلي أوروبا لدراسة فكرة إنشاء البنك بعد عمل دراسة مفصلة عن البنوك والمصارف الوطنية وأسلوب عملها في الدول الاوروبية . كما أوضحت الراعي :"في غمار ثورة 1919 دعا طلعت حرب المصريين إلي الكفاح ضد سيطرة الأجانب علي الإقتصاد المصري مؤكدا أن مصر تستطيع أن تحقق نجاحات إقتصادية حقيقية فقط إذا تكاتف الشعب معا واجتمعوا من أجل إنشاء بنك مصري . كما أكدت الراعي علي أن :" طلعت حرب لم يكن رجل اقتصاد تقليدي يهتم فقط بالأرباح والخسائر بل كان رجل فكر مهموما بالثقافة والفن ومجالاتهما المتعددة ومن هنا تحديدا جاء اهتمامه بإنشاء شركة للطباعة وأخري لصناعة الورق وثالثة لصناعة السينما ٬ إذ أدرك "حرب" أهمية هذا المشروع الثقافي الفني لما يمكن أن يعود في النهاية بالنفع لمصر سواء علي الصعيد الاقتصادي أوالسياسي أو التثقيفي أو الترفيهي ٬ كان رجلا بعيد النظر عميق الرؤية .