أكدت صحيفة “,”وول ستريت جورنال“,” الأمريكية وجود صعوبات كثيرة تواجه النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بعد المتغيرات الأخيرة على رأسها سقوط حكم الإخوان في مصر. وأشارت الصحيفة في تحليل نشرته اليوم الثلاثاء إلى أن إدارة أوباما تكافح من أجل التأثير على الأحداث في مصر منذ ثورات الربيع العربي التاريخية، التي حولت المشهد السياسي في الشرق الوسط،. وأكد التحليل على أن أمريكا يجب أن تتغلب على نفوذها المحدود الآن في مصر التي “,”تغلي بشكل متزايد“,”، خاصة بأن الحفاء الإقليميين مرتبطين بالتمويل العسكري الأمريكي إلى مصر. ويقول مسؤولون أن الولاياتالمتحدة تريد أن تستخدم نفوذها في القاهرة لإقناع الجيش المصري ببناء نظام سياسي واسع يشمل الإخوان المسلمين، وبعبارة أخرى “,”مستقر وديمقراطي“,”. ووفقا للصحيفة فإن إدارة أوباما تواجه مهمة صعبة في مصر بعد نفور الفريقين المتخاصمين سياسيا من أمريكا، واتهام الإسلاميون الولاياتالمتحدة بالتواطؤ في الإطاحة بمرسي، ويقول خصومهم بأن أمريكا لم تتحدث بشكل علني وقوي ضد “,”الاستيلاء على السلطة“,”. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية للمرة الأولى أمس الاثنين أنهم اتصلوا بقادة الإخوان في القاهرة، لحثهم على إعادة الانخراط في العملية السياسية في مصر، ويذكر أن قوات الأمن المصرية ألقت القبض على عشرات من كبار المسؤولين في جماعة الإخوان. وقال شادي حامد، مدير الأبحاث في معهد بروكينجز بالدوحة، للصحيفة الأمريكية أن أفضل وسيلة لحفاظ أمريكا على نفوذها في مصر، إنهاء المعونة واستئنافها بعد إجراءات انتخابات ديمقراطية. وأضاف حامد أن إسرائيل قلقة كثيرا من قطع المساعدات الأمريكية عن مصر، لأن الدولة العبرية تعتمد على مصر في تأمين قطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، أما حلفاء أمريكا العرب مثل السعودية والإمارات والأردن فإنهم يعارضون أي تحرك من جانب أمريكا لعزل الجيش المصري، وتشير الإمارات والسعودية إلى أنهم سيغرقوا مصر الجديدة بتمويل كبير، طالما أن التحول في مصر بعيدا عن مرسي والإخوان. ويرى حامد أن مصر جزء من حرب باردة إقليمية في الشرق الأوسط بين المحور المؤيد للاستقرار، والمحور المؤيد للإسلاميين، إنها ليست عن الديمقراطية في مصر، ولكنها حول توازن القوى في الشرق الأوسط الجديد. وتحدثت “,”وول ستريت جورنال“,” عن الجزء المتعلق بالمساعدات في تلك “,”الحرب الباردة“,”، حيث قدمت قطروتركيا قروضا لمصر، وامتنعت السعودية والإمارات، وفقا لمسؤولين أمريكيين، وكان لقطر والسعودية الفضل في مساعدة النظام الإخواني الذي أطيح به في تجنب أزمة في ميزانية المدفوعات، وسمح التمويل لمرسي بمقاومة تنفيذ إصلاحات اقتصادية للفوز بحزمة مساعدات 4,8 مليار دولا من صندوق النقد الدولي، ويعتبر الصندوق إحدى الطرق التي تمارس أمريكا به تأثيرها. وانتقلت الصحيفة إلى قطر حليفة الإخوان، وقالت أن مسؤولين أمريكيين انتقدوا الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط على المساعدات المالية التي جعلت الإخوان تتخلى عن دعم صندوق النقد الدولي، وقال ستيفن كوك، خبير الشرق الأوسط في العلاقات الخارجية، أن قطر راهنت على مصر، ولكن يبدو أنها فقدت الرهان. ويأمل مسؤولون أمريكيون وعرب أن يخفف سقوط الإخوان من احتضان قطروتركيا لوكلائهم السوريين، ومساعدة واشنطن في تشكيل معارضة موحدة أكثر، وقال دبلوماسي عربي كبير زار واشنطن الأسبوع الماضي للصحيفة “,”إننا نأمل أن تكون قطر الآن أكثر مسؤولية فيما تقوم به في سوريا“,”. وأكدت “,”وول ستريت جورنال“,” على أن فشل أمريكا في استعادة زمام المبادرة في مصر سيكون لها مضاعفات في الصراعات الإقليمية الأخرى التي تحاول معالجتها، وتحديدا الحرب الأهلية في سوريا والصراع العربي الإسرائيلي، فبينما تدعم تركياوقطر فصائل المعارضة السورية المرتبطة بالإخوان والحركات الإسلامية الأخرى، تدعم السعودية والإمارات والأردن السياسيين السوريين، والميليشيات الأكثر علمانية. وفي الصراع العربي الإسرائيلي قالت الصحيفة أن مسؤولين عرب أملوا في أن تعيد مصر تأسيس دورها القيادي في عملية السلام، مع الحد من قدرة حماس على التدخل.