واشنطن بوست: دعم الرياض للجيش المصرى قد يضر بعلاقاتها مع واشنطن

ظهرت السعودية فى الجبهة الامامية للجهود المضنية التى يبذلها زعماء منطقة الخليج العربى لدعم قادة مصر الجدد؛ وهو ما نجم عنه صراع شرس من اجل بسط النفوذ فى العالم العربى الغارق فى الفوضى والمفتقر لقيادة، الأمر الذى دفع الدولة الأغنى نفطيا للخلاف مع حليفتها الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الامريكية.
وجاءت تعليقات الصحيفة بعد أن تعهدت السعودية بتعويض ما تفقده مصر من المساعدات التى قد يقطعها الغرب، موضحة أن هذه الدولة العربية اكبر مساهم خليجى تعهد بتقديم مساعدات لمصر قدرت بحوالى 12 مليار دولار بعد الاطاحة بالرئيس السابق، محمد مرسى، فى 3 يوليو الماضى، وهو ما يظهر مدى قلة حجم المساعدات الامريكية السنوية التى تقدر 1.5 مليار دولار.
ولكن اشارت الصحيفة الى أن تدخل السعودية يعرضها للخطر على اعتبارها زعيمة العالم الاسلامى وتشعل صراع السلطة المستعر بينها وبين منافسيها مثل قطر وتركيا، وربما قد تضر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة.
ونوهت الصحيفة، وفقا لمحللين، الى ان استعداد الرياض لمواجهة واشنطن حول الازمة فى مصر يشير الى كيف كان الزعماء السعوديين منزعجون من امكانية تعزيز الاخوان المسلمين احكامها على اكبر دولة من حيث التعداد السكانى.
ونقلت الصحيفة عن استاذ تاريخ الشرق الاوسط فى جامعة درهام فى انجلترا، كرستوفر دايفيدسون، أن المملكة تغامر بشكل كبير وتضع نفسها فى مواجهة مع الاخوان المسلمين الذين يملكون مساحة كبيرة من التعاطف الاقليمى فى الشرق الاوسط.
بالاضافة الى ذلك، فإن هذا الامر يفتح جبهة جديدة فى صراع الرياض مع كل من قطر وتركيا. ونوهت الصحيفة الى أن الطموح الذى لا حدود له لدولة «قطر الصغيرة» بدا انه تقلص فى غضون اسابيع منذ ان تولى الامير تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى الحكم. اما طرح تركيا فى ان تكون نموذج يحتذى به فى العالم العربى عانى انتكاسة بفشل سياستها حيال سوريا وبعزل مرسى.
ونقلا عن مايكل هانا من مؤسسة «سينشرى» للتحاليل السياسية والاقتصادية بالولايات المتحدة، قالت الصحيفة إن مخاطر التنافس حول مصر الى ساحة للصراع بسط النفوذ فى المنطقة، ويعمل على تزايد حالة الانقسام التى تشهدها مصر، وهى نفس الطريقة التى ادت الى تعميق الازمة فى سوريا بسبب المنافسين الاقلميين والدوليين.
اما صحيفة وول ستريت جورنال فرأت ان حلفاء الولايات المتحدة (السعودية واسرائيل والامارات) تسببوا فى احباط واشنطن التى تنظر فى وقف مساعدتها عن مصر بسبب دعمهم للجيش المصرى.
وقالت الصحفة الامريكية، حسبما نقلت مواقع اخبارية امريكية عنها مثل ورنت دوت كوم وفيندل لو، إن مسئولين عربا وامريكيين أوضحوا ان حلفاء واشنطن يعملون الان على تقليص سياسة امريكا فى مصر ويشجعون الجيش على مواجهة الاخوان المسلمين بدلا من لتصالح معهم.
واضافت الصحيفة أن ما يوحد هذه الدول سلسلة من المصالح المشتركة ولاسيما فى مواجهة ايران وحزب الله والاخوان المسلمين.