ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية اليوم الثلاثاء ان هيئة القيادة العسكرية والسياسية المعتدلة الامريكية تحاول تعزيز تواجدها داخل المعارضة السوريةالتى تبدو محطمة وضحية التنافس الإقليمي العربي المرير. وأوضحت الصحيفة فى تقرير اوردته على موقعها الالكترونى ان التوتر الإقليمي دفع حركة المعارضة السورية الى شقى رحى قطر وتركيا، من جهة، والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى حيث تريد الجهة الاولى حكومة اسلامية تترأسها جماعة الاخوان المسلمين عقب سقوط الرئيس بشار الاسد بينما تعارض الجهة الثانية امتداد نفوذ الاخوان المسلمين فى سوريا خوفا من خروج الحركة نطاق سوريا لتهدد الاردن والسعودية والامارات. واشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الامريكى باراك اوباما ،التى تشعر بالذعر من بعض حلفائها العرب، تحتل مكانا ما فى الوسط حيث تقاوم مساعى قطر وتركيا لفرض وكلائهما لكنها لا تفعل ذلك بطريقة فعالة كما ان قلة النفوذ الامريكى ثمنا من الذى دفعته واشنطن فى تناول القضية السورية متأخرأ وبشكل ضعيف. وأضافت الصحيفة ان القتال من أجل النفوذ السياسى تمحور فى تعيين المعارضة غسان هيتو كرئيس وزراء لحكومة انتقالية سورية فى 19 مارس عقب ممارسة الضغط من قبل قطر وتركيا. وتابعت الصحيفة انه على الرغم من ان هيتو مواطن امريكى ، رأى بعض نقاد العرب انه سيكون متعاطفا للتيار الاسلامى التى تدفع به الدوحة وانقرة بينما اطلع السفير الامريكى لدى سوريا والمنسق غير الرسمى للسياسة الامريكية روبرت فورد لجنة لمجلس النواب الخميس الماضى ان "هيتو سيكون تكساسى اكثر من اخوان مسلمين " ويملح هذا التصريح على مايبدو للتأييد لامريكى. ومضت الصحيفة فى قولها ان تعيين هيتو قوبل برفض شديد من قبل قيادة المعارضة السورية التى صقلتها الولاياتالمتحدة حيث قدم معاذ الخطيب رئيس ائتلاف المعارضة السورية والمفضل لدى الولاياتالمتحدة استقالته يوم الاحد الماضى. وقالت " إن ما يحدث هنا أن السعودية وقطر تديران قتالا منذ عقود بهدف بسط النفوذ مستخدمين اتصالتهما فى المعارضة السورية بالوكالة كما تستخدمان القنوات التابعة لهما مثل الجزيرة لقطر والعربية للسعودية من اجل تعزيز اجنداتهما المختلفة" - حسب الصحيفة -. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة ان المفاجأة الكبرى تكمن فى القدرة او الارادة المحدودة للولايات المتحدة فى التأثير على المناورات السياسية السورية خلال الأشهر الأخيرة كما ان الاحباط الامريكى من المعارضة الاسلامية التى يهيمن عليها الاسلاميون من القدم ادت الى تشكيل نظمة ظل جديدة فى الخريف الماضي برئاسة الخطيب لكنها فى هبوط مستمر منذ ذلك الحين.