ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الاستقالة التي تقدم بها معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض تترك المحاولات الدولية، التي تتزعمها الولاياتالمتحدة من أجل توحيد جبهة المعارضة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، في حالة يرثى لها. ورأت الصحيفة، في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم، أن استقالة الخطيب أشعلت فتيل اقتتال داخلي بين أعضاء الائتلاف السوري حول قطاع عريض من القضايا تمتد من تشكيل حكومة انتقالية إلى مقترح الخطيب لبدء مفاوضات مع النظام السوري. وقالت الصحيفة "إن رحيل الخطيب عن المشهد يودي بالمعارضة السورية إلى بحر من الفوضى في الوقت الذي تعمد فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى تعزيز دعمهما للمعسكر المعتدل داخل المعارضة السورية ضد نظام الأسد". وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المتوقع أن يلعب الائتلاف السوري برئاسة الخطيب، دورا رئيسيا في تحديد أطراف المعارضة التي تتلقى المساعدات الخارجية وقنوات توصيل هذه المساعدات. واعتبرت "واشنطن بوست" أن رفض الائتلاف استقالة الخطيب ودعوته إياه للعودة إلى عمله كرئيس للائتلاف، حسبما أكد الائتلاف في بيان له أمس، قد أضفى مزيدا من الغموض على وضعه الحالي. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن عمرو العظيم، أستاذ التاريخ بإحدى الجامعات الأمريكية، قوله "لم يعد هناك شك في أن المبادرة التي أطلقتها مجموعة أصدقاء سوريا خلال اجتماعها في العاصمة القطرية الدوحة حول تشكيل كيان موحد وممثل للمعارضة السورية بدأت في الانهيار". وعزت الصحيفة السبب الرئيسي لرحيل الخطيب إلى اختيار غسان هيتو لترؤس حكومة انتقالية، حيث قوبلت فكرة تأسيس حكومة انتقالية خلال الوقت الراهن بمعارضة شديدة من قبل الخطيب وأنصاره، إضافة إلى عدد من الساسة الأمريكيين الذين رأوا أن خطوة كهذه تتسبب في تشتت غير ضروري حاليا عن الهدف الأساسي وهو الإطاحة بنظام الأسد وفقا لشهادات عدد من المعارضين السوريين. ولفتت الصحيفة إلى أن ترشيح هيتو لرئاسة حكومة انتقالية سورية دعمته جماعة الإخوان داخل سوريا، التي يرى قطاع عريض من السوريين أنها تسعى لاستعادة بعض من نفوذها الذي فقدته بعد اندماج المجلس الوطني السوري مع سائر كيانات المعارضة تحت مظلة الائتلاف السوري المعارض، وذلك من خلال تثبيت قدم هيتو كأول رئيس للوزراء معارض داخل البلاد. ودللت الصحيفة على ذلك بالإشارة إلى أن استقالة الخطيب جاءت بعد بضع ساعات فقط من دعوة قطر التي دعمت تعيين هيتو رئيسا لحكومة انتقالية سورية، إلى تمثيل سوريا في اجتماع الجامعة العربية المقرر انعقاده في الدوحة الأسبوع المقبل.