ليلى المريضة في العراق سمراء طيبة المذاق في لحظها وجفونها سحر على الأيام باقي وثقت جوانحنا معا ب الحب في أسمى وثاق إنسية جنية من روح أزهار العراق أخفى جواي بحبها أصبحت أومن بالنفاق شاعر وأديب مصري، عشق اللغة العربية منذ نعومة أظفاره، وكان لكُتّاب قريته الأثر البالغ في بلورة عشقه للغة العربية وعلومها إنه الشاعر والأديب المصري محمد زكي عبد السلام مبارك. ولد الأديب زكي عبد السلام مبارك في مثل هذا اليوم الخامس من أغسطس عام 1892م بقرية سنتريس مركز أشمون بمحافظة المنوفية، لأسرة ميسورة الحال، توجَّه في طفولته إلى الكُتَّاب، وأدمن زكي مبارك القراءة منذ كان في العاشرة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة عشرة، التحق بالأزهر الشريف، ثم انتسب إلى الجامعة المصرية عام "1916" بعد اتقانه اللغة الفرنسية، وحصل فيها على الليسانس، ثم الدكتوراه "1924"، ثم سافر مبعوثًا إلى باريس "1927" وحصل من جامعة السربون على الدكتوراه عن موضوع: "النثر الفني في القرن الرابع الهجري"، كما حصل على دكتوراه أخرى عام "1937" في التصوف الإسلامي. تتلمذ زكي مبارك على يد الشيخ المرصفي الذي لعب دورًا إصلاحيًّا كبيرًا في تطور الدراسات الأدبية واللغوية في ذلك العصر، وتتلمذ أيضًا على يد طه حسين، ولكنه كان تلميذًا مشاغبًا يقارع أستاذه، ولا يستكين استكانة المتلقي، بل يُعمل عقله النقدي ويجاهر مجاهرة الواثق بقدراته، حيث قال لأستاذه طه حسين ذات مرة أثناء إحدى المناقشات في مدرج الجامعة: "لا تتعالموا علينا ففي وسعنا أن نساجلكم بالحجج والبراهين". تبوَّأ زكي مبارك مكان الصدارة في مجالي الشعر والخطابة، ورمى بنفسه في أتون ثورة 1919م مستغلًّا هذه المكانة ليلهب مشاعر الجماهير بخطبه البليغة الوطنية، ويفجر المظاهرات بأشعاره النارية، عمل أولاً بالصحافة: رئيسًا لتحرير جريدة "الأفكار"، وبعد الدكتوراه عُيّن مدرسًا بالجامعة المصرية عام 1925 ثم أبعد عنها لمناصرته طه حسين في معركة "الشعر الجاهلي". سافر إلى باريس وقضى فيها ثلاث سنوات وعاد عام 1931 وهو يحمل دكتوراه ثانية، عمل بكلية الآداب أستاذا، وحصل على الدكتوراه الثالثة، ما أثر على حضوره الأدبي فسبقه في هذا الحضور أبناء جيله طه حسين والمازني والعقاد، لا سيما وأنه أضاع مرحلة ترسيخ الإسم الأدبي بسفرياته ودراساته الطويلة. لم ينضم زكي مبارك إلى أي من الأحزاب مثل أدباء عصره فناله الكثير من الظلم في عمله الجامعي، ونظرًا لإهماله في أعماله الأدبية وفي تشتته واسترساله في أعماله قال عنه طه حسين "هو الرجل الذي لا يخلو إلى قلمه إلا احتال على رأسه عفريت"، وقال عنه العقاد "إنه كاتب بلا شخصية وبلا طابع"، وعنه قال المازني "لو أخلى كتاباته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه"، فإذا كانت هذه آراء منافسيه وخصومه فلم يسلم أيضا من رأي رفاقه منهم أحمد حسن الزيات الذي قال عنه "هو لون من ألوان الأدب المعاصر، ولا بد منه ولا حيلة فيه، هو الملاكم الأدبي في ثقافتنا الحديثة. عرف زكي مبارك بأنه مشاكس، فدائما هو في حالة خصومة مع الأدباء ولم يسلم أدباء عصره من لسانه حتى إنه كان يقول عن نفسه "أنا أحب الخصومات لأنها تزكى عزيمتي"، وتوفى زكي مبارك في قريته في 23 يناير 1952.