لا نبالغ إذا اعتبرنا صيحة ماكياج عيون القطّة هي الأكثر جماهيريّة عند النساء، فالتاريخ أنصفها مع أجملهنّ، مثنيًا على فرادتها، وواضعها في أعلى قائمة صيحات ماكياج العيون. وكأن الآيلاينر الممدود إلى زاوية الجفن الخارجيّة صار توقيعًا أنثويًا متميّزًا، لم يغب عبر العصور، رغم الابتكارات والصيحات العصرية المختلفة. ونود اليوم لنتذّكر أبرز محطاتها! ارتبطت هذه الصيحة بكليوباترا، المرأة التي حكمت أمبراطوريّتها بجمالها قبل قوّتها، وأنوثتها قبل سياساتها؛ وكل من مثّلت سيرة حياة كليوباترا، على رأسهنّ الأيقونة إليزابيث تايلور، حرصت على الظهور بعيون القطّة، واستعمال الكحل الأسود الداكن والعريض. وفي القرن الماضي سيطرت هذه الصيحة على الإطلالات، حيث ارتبطت في أربعينياته بالعارضات اللواتي تميّزن بجمالهنّ في زمن الحرب العالميّة، وفي الخمسينيات والستينيات كان لها حضورها القوى مع أيقونات سطرن التاريخ بجاذبيتهنّ، أمثال بريجيت باردو، مارلين مونرو، صوفيا لورين، وأودري هيبرمان. وحينها ارتبط هذا الستايل أو الرسمة، خصوصًا مع مارلين، بأحمر الشفاه الأحمر، التي كونّت ماكياج الريترو، المستمر هو الآخر حتّى اليوم. من النجمات إلى الرسوم المتحركة، و"ياسمين" حبيبة "علاء الدين" تحديدًا، وكأن الأفلام الكرتونية في تسعينيات القرن الماضي، أدركت أيضًا أهميّة هذه الصيحة، وزيّنت بها عيون الحبيبة السمراء الأجمل في عالم ديزني. ولعلّ نجمات اليوم هنّ أكثر من فهم جمالية الصيحة وقدرتها على إبراز جمال العينين، كما لم تعد محصورة بلون بشرة، أو شكل عيون، أو تسريحة الشعر، وصارت مرافقة للغالبيّة على رأسهنّ النجمة الشقراء لورين كونراد، التي يبدو أنّها سفيرة عيون القطة في زمننا الحالي. ووصولًا إلى الشركات العالمية في مجال إصدار مستحضرات الماكياج، نجد أنّ الآيلاينر السائل صار أساسيًا، وهو المستحضر الأهم في الحصول على عيون القطّة. وبهذا نسنتتج أنّها صيحة لا يتوقّع لها الموت، بل على العكس، لأنّ حضورها اليوم على منصات العروض - برسماتها الغرافيكيّة الكلاسيكيّة تارةً، والغريبة طورًا- مع أهم المصممين هي الدليل الأكبر على إكمالها المشوار!