وقتها كان رمضان بيجي في بدايات الشتا وأثناء العام الدراسي كمان.. كنت تروح الصبح المدرسة.. وكان أحلى حاجة إن اليوم الدراسي في رمضان قصير.. أو زي ما كنا بنسميه "نص يوم".. والحصة بدل ما تبقى ساعة إلا ربع كانت تبقى نص ساعة.. وأغلبها فاضي.. ما المدرسين صايمين وتعبانين.. ومحدش طايق حد يكلمه بحجة "الدنيا صيام".. أما أصحابك دول قصة تانية، وبالذات أول يوم رمضان.. والألش المعتاد "انت صايم ولا زي كل سنة".. "انت صايم ولا لأ؟ طب وريني لسانك كده".. "وريني صباعك" ويضغط عليه ويقولك لأ يا فشار أنت مش صايم. والبنات بقى، تاني يوم رمضان بالذات وعلى مدى الشهر يقعدوا يتكلموا على البرامج والمسلسلات اللي هيتابعوها بانتظام- اللى كان عددها مش بيزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة مش زي دلوقتي محتاجين نستورد أصابع خارجية عشان نعرف نعدهم- المهم، بعد اليوم ما يخلص، ترجع من المدرسة تعبان وعطشان وجعان.. تلاقي ماما واقفة يا عيني في المطبخ بتجري ورا نفسها عشان تلحق تعملك كل الأكل اللي بتحبه ع الفطار، وتقولك: ادخل نام لحد معاد الفطار.. فتصلي الظهر وتدخل تنام شوية، وتقعد تتقلب يمين وشمال وفي الآخر تلاقيك نمت نص ساعة، فتقوم تمسك الريموت وهاتك يا تقليب من الأولى للتامنة- مهو مكنش لسه الدش اقتحم البيوت المصرية- وكان مميز أوى إنك لازم تتكعبل في أغنية من أغاني رمضان الجميلة في رحلة التنقل بين القنوات، وأول ما العصر يأذن، كان حتى الأذان مميز يا أخي.. تقوم تصلي وتقعد تقرا شوية قرآن زي ما بابا بيعمل، وبعد ما تخلص تبص في الساعة... يااااا لسه بدري ع المدفع. فتقرر تكرر التجرية وتحاول تنام تاني، وتقول لماما "صحيني ع الفطار.