تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مقال لها عن حقيقة الجنرال المتقاعد اللواء خليفة حفتر، وعما إذا كان هو الشخص المنتظر لحل ما تعانيه ليبيا من أزمات أم سيتحول مع الوقت إلى مجرد ديكتاتور جديد. وقال الكاتب إبراهيم شرقية في مقاله بالصحيفة الأمريكية: إن "حفتر عين نفسه منقذًا للبلاد في ظل الانقسام الذي تعانيه ليبيا، فبينما يظن بعض الليبيين أن حفتر سيكون بمثابة الديكتاتور العادل الذي يقود البلاد خلال هذه المرحلة، يرى البعض الآخر أن حفتر يعيد ذكرى انقلاب القذافي الذي قام به العام 1969 والفوضى التي تبعت ذلك، وظهور حفتر ليس مفاجئًا في ظل الأوضاع الليبية الحالية، لكن المفاجئ هو عدم ظهور رجل مثله طيلة هذه الفترة. ويتابع الكاتب بأن ليبيا بعد القذافي انقسمت إلى دولتين متوازيتين؛ الأولى متمثلة في الحكومة الرسمية التي لا تملك أي سلطة فعلية على الأرض، والثانية دولة الجماعات المسلحة الصانعة جل الوقائع والأحداث. وساق دليلًا على ذلك واقعة خطف رئيس الوزراء الليبي على زيدان. ويؤكد الكاتب أن حفتر لديه تاريخ مثير للجدل في ليبيا، وكان جزءًا من معاوني القذافي أثناء انقلاب 1969 ثم قاد الحرب للإطاحة به وعمل جنبًا إلى جنب مع الجماعات المسلحة التي يدينها الآن، وبينما يصور نفسه بالمنقذ لليبيا، يرى البعض أن حملته مجرد رد فعل لقرار الحكومة الليبية بمنع كل من له علاقة بنظام القذافي، ومن بينهم حفتر، من شغل وظائف عامة. ويرى الكاتب أن التحالف بين حفتر والجماعات المسلحة من المرجح أن يؤدي إلى تشكيل تحالفات جديدة بين المسلحين الليبيين، الذين يصل عددهم إلى 250 ألفًا، ويزيد من الانقسامات ويدفع بالبلاد إلى حرب أهلية شاملة. ويضيف أنه على الولاياتالمتحدة الحذر لأن دعم ديكتاتور جديد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بعد فترة قصيرة من رحيل القذافي، سيقلل من أهمية التحول الديمقراطي وسيزيد من عجز وعدم مصداقية أمريكا في الشرق الأوسط. ويشدد على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عليها الضغط على حفتر لدعم حوار وطني يضع الدولة على المسار الصحيح نحو السلام والتوافق الوطني بدلًا عن أن تترك ليبيا تنحدر نحو الحرب الأهلية بسبب سياستها الخارجية التي تتغاضى عن قيام الأنظمة الديكتاتورية واستخدام الحلول الأمنية بحجة محاربة الإرهاب.