تعتزم المملكة المغربية تقديم المساعدة التقنية إلى جمهورية غينيا من خلال اتفاق ثلاثي الأطراف للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، وقع بمقر منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة من قبل المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، والوزير المغربي للفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، والسفير الممثل الدائم لغينيا لدى منظمة "فاو"، مامادي كوندي. ويشمل المشروع تنمية الزراعة المروية، ودعم سلسلة القيمة لمنتجات البستنة، وبناء القدرات في وزارة الزراعة الغينية؛ كما يسعى إلى المساهمة في دعم جهود غينيا لمكافحة الجوع والفقر المدقع في البلاد. وقال جوزيه غرازيانو دا سيلفا، "تمثل هذه الاتفاقية فصلًا جديدًا في الشراكة بين المنظمة والمغرب"، عقب مراسم التوقيع التي جرت خلال فعالية قامت على تنظيمها حكومة المغرب للتشارك في نجاح استراتيجيتها الزراعية للتنمية الزراعية المعروفة باسم "مخطط المغرب الأخضر. وتعد هذه الإستراتيجية، التي تشجع النمو المستدام للإنتاج الزراعي الوطني، بمثابة "المحرك" وراء نجاح المغرب في بلوغ الهدف الأول ضمن الأهداف الإنمائية للألفية. وتترجم اتفاقية اليوم الاتفاق العام بشأن التعاون فيما بين بلدان الجنوب، الموقع في إبريل الماضي بين المغرب ومنظمة "فاو" إلى إجراءات ملموسة. وفي كلمته، رحب غرازيانو دا سيلفا أيضًا بمساهمة "بنك كريدى اغريكول دو ماروك" (Maroc Credit Agricole du)، في صندوق الأمانة المغربي للتعاون بين بلدان الجنوب لدى منظمة "فاو"، باعتبار ذلك سمة مبتكرة في الاتفاق تسمح بمساهمة كلا القطاعين العام والخاص في صندوق الأمانة. هذا وقد صرح الوزير عزيز أخنوش، بالقول "نحن نعتقد أن تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب يمكن أن يساهم إلى حد كبير في الحد من عدم المساواة بالبلدان الأفريقية. وهذا الحدث لا يفرض نهجًا محددًا، بل هو لتقاسم المعارف والدراية والخبرات"؛ مضيفًا "وفي هذا الإطار، فإننا سنجد أساسًا لتضامن جديد بين البلدان الأفريقية". وسيجري تمويل دعم المغرب لبرنامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب بقطاعات الزراعة والثروة السمكية، من خلال صندوق الأمانة المنشأ في إبريل. ولاحظ غرازيانو دا سيلفا أن "الاتفاق دخل حيز التنفيذ الفعلي بعد شهرين فقط من توقيعه". وبفضل الصندوق، ستساهم المغرب في تحقيق الأمن الغذائي لدى البلدان الأفريقية من خلال دعم الإنتاج الزراعي المستدام وتحسين إدارة الموارد الطبيعية. وقال السفير الممثل الدائم لجمهورية غينيا لدى منظمة "فاو"، سعادة مامادي كوندي، "إننا نتطلع إلى التعلم من تجارب المغرب والاستفادة من خبرات المنظمة". وأوضح المدير العام للمنظمة أن الشراكة بين المنظمة والمملكة المغربية تمتد أيضًا إلى مجالات أخرى، "فبينما نعمل معًا لدعم البلدان الأخرى في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب، تمضي المنظمة أيضًا بالتعاون مع المغرب في جهوده الوطنية بلوغًا للتنمية المستدامة". وفي هذا السياق، وضمن الإستراتيجية الكلية المراجعة للمنظمة، تعكف "فاو" على وضع اللمسات الأخيرة لمشروعين للبنى التحتية في إطار برنامج "فاو" التعاون التقني، من شأنهما دعم جهود المغرب في تعزيز نهج "النمو الأزرق"، وفي اعتماد نظام وضع النماذج لقياس الآثار المحتملة لتغير المناخ على الزراعة.