ألقى الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، كلمة بمؤتمر بجامعة نانيانج التكنولوجية تحت مفهوم" بناء جسور التفاهم والتعايش بيننا في هذا العالم ودور القيم والتقاليد الدينية المشتركة بيننا في تعزيز السلام العالمي وكيف أن الدين هو سلاح البشرية الوحيد لمواجهة العنف والإرهاب وأن المفهوم الصحيح لرسالة الأديان السماوية هي توحيد شعوب العالم ونشر السلام القائم على احترام الآخر ومحبة الجار"، مؤكدا أن غير المتخصصين في الشريعة ينصبون أنفسهم كمرجعيات في الدين ما جعلهم يجنحون إلى تفسيرات متطرفة للإسلام تهدف لإثارة الفوضى. وأوضح علي جمعة أنه ليس حتماً أن ينتهي الحوار بين الأديان بغالب أو مغلوب، مشددا على أنه لا ينبغي أن يكون الغرض من الحوار إدخال الآخرين في الإسلام، وإنما لمشاركتهم قيمه ومبادئه. وأكد المفتي السابق أن الحوار يجب ألا يكون مقصورًا على النخب الأكاديمية التخصصية فحسب، لأن الحوار على هذا النحو سيكون غير ذي جدوى وربما كانت له آثار عكسية؛ ذلك لأن الغاية الأسمى من الحوار هي بناء جسور التفاهم بين الشعوب ذوي الحضارات المختلفة، ومن ثم فلابد من ممارسة الحوار وتطبيقه لا أن يظل حبيس الجدران في القاعات والمؤتمرات، ولابد أن يساعد الحوار عامة الناس في كشف الغموض الذي يكتنف الاختلافات الدينية، وفي فهم الحكمة الإلهية من التنوع الديني. وتابع جمعة أن من بين المشاكل التي تواجه العالم الحديث الآن هي مشكلة المرجعية؛ ففي الإسلام وغيره من الديانات نشهد ظاهرة تصدي غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الديني لتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية، بالرغم من أنهم يفتقرون إلى المقومات تؤهلهم للحديث في الشريعة والأخلاق، وقد أدى هذا التوجه إلى أن فتح الباب على مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام، والتي لا أصل لها، وفي واقع الأمر أن أحداً من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام في أيٍ من معاهد التعليم الديني الموثوق بها، وإنما هم نتاج بيئات مفعمة بالمشاكل، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة، ويهدفون إلى إشاعة الفوضى، مؤكدا أن دورنا كقيادات إسلامية، قضت حياتها في دراسة النصوص الدينية، هو إعادة المرجعية بإعادة من لهم قدم راسخة في العلم.