أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن انضمام أمريكا إلى قائمة الدول الداعمة للمشير عبدالفتاح السيسي، بعد فوزه الكاسح إنما ينهي فترة الترقب والشك التي أحاطت بالموقف الأمريكي تجاه ثورة الثلاثين من يونيو الماضي، وما حملته من تغييرات سياسية وأمنية في مصر. ولفتت الصحيفة إلى أن موقف أمريكا تجاوز العرف الدبلوماسي بتهنئة أي رئيس جديد إلى محاولة من واشنطن لاغتنام الفرصة لتعمل على كسر الجمود بين البلدين، وهو جمود كان البيت الأبيض المسئول عنه من خلال قرار تجميد جانب هام من المساعدات لمصر، وهو ما تم اعتباره أنه انحياز من واشنطن للإخوان ووقوف ضد ثورة الثلاثين من يونيو. ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم، أن حجم الدعم الدولي للسيسي، هو رسالة قوية للإخوان والدول التي دعمتهم ضد الدولة المصرية، ومضمون الرسالة أن الأمر قد حسم، وأن مصر بهذه الانتخابات وضعت أسس الاستقرار، وأنه لا سبيل لحديث عن عودتها إلى ما قبل الثلاثين من يونيو 2013 بأية صيغة. ولفتت الصحيفة نقلا عن مراقبين سياسيين إلى أن هذا الدعم الدولى للسيسى قد يدفع قطر لأن تبادر إلى التطبيع مع الوضع المصري الجديد، وهو ما سيعني تخليها تدريجيا عن دعم الإخوان ماليا وسياسيا، فضلا عن مطالبة قياداتهم بالبحث عن أماكن أخرى للجوء بعيدا عن الدوحة الواقعة تحت ضغوط كبيرة من العواصم الخليجية. وتابعت الصحيفة أنه حال مراجعة قطر لمواقفها مع مصر ستكون تركيا هي الدولة الوحيدة التي ستجد نفسها في ورطة حيث لم يكف رئيس وزرائها عن "إعطاء الدروس" لمصر حول الديمقراطية، مشيرة إلى أن تصريحات أردوغان ومسئولين أتراك آخرين حول الانتخابات المصرية أثارت الغضب في الأوساط السياسية بالقاهرة، وطرحت عددا من التساؤلات حول أسباب ودوافع هجوم حكومة أردوغان غير المبرّر على مصر، وأشارت الصحيفة إلى تفسير الخبراء للعداء التركي بأن أردوغان يكاد يفقد صوابه، عقب فوز السيسي برئاسة مصر بنسبة مئوية عالية. واعتبر المراقبون أنه من الواضح أن فوز السيسي برئاسة مصر، ضاعف من غضب أردوغان، وبدلا من إعادة النظر في سياساته قد يلجأ إلى مزيد من التصعيد، لكن هذا الحماس سوف يفتر، عندما يجد أن الكثير من حلفائه في الغرب غيروا مواقفهم وبدءوا يتعاملون بمرونة مع الواقع الجديد في مصر.