استنسخ محمد سعد منذ سنوات شخصية "اللمبي" التي قدمها بنجاح منقطع النظير في فيلم "الناظر" عام 2000 مع الراحل علاء ولي الدين والفنان الشاب أحمد حلمي، واستثمر سعد نجاح هذه الشخصية وقدمها كشخصية محورية عام 2002 من خلال فيلم "اللمبي" ليحصد نجاحًا لم يتوقعه أحد ويضع نفسه على قمة قائمة النجوم الأكثر تحقيقًا للايرادات. لم يرغب محمد سعد في طي صفحة اللمبي والبحث عن موضوعات أو "شخصيات" أخرى تفتح شهية المشاهد المصري والعربي؛ ولكن يبدو أن نجاح "اللمبي" أغراه بتكرار تجسيده في أفلام أخرى، فجاءت سلسلة اللمبي في السينما، وبعدها في الدراما التليفزيونية عن طريق مسلسل "فيفا أطاطا" الذي يقوم بتصويره حاليًا لعرضه في شهر رمضان القادم. وواجه سعد هجومًا عنيفًا على تكراره تقديم هذه الشخصية ولكن كان له مبررات عديدة أهمها أن إسماعيل ياسين ظل طوال عمره يضحك الناس على "بقه" ولم يمل أحد من ذلك، وأن شخصية "اللمبي" موجودة في حياتنا في مناطق عديدة، كما أن هناك موضوعات عديدة من السهل طرحها عبر هذه الشخصية، معتمدًا في مبرراته على ثقته بأن الجمهور سيتابعه ولن يقاطعه مطلقًا، ولكن جاءت أقلام النقاد قاسية عليه فهاجمه الجميع بالتكرار، وبأنه يدفن موهبته في شخصية واحدة ولكن جاء هذا الهجوم دون جدوى، فهو مستمر في تكرار نفسه والنقاد مستمرون في الهجوم عليه والجمهور يبتعد عنه شيئًا فشيئًا. أما الفنان أحمد مكي فاستحدث شخصية "اتش دبور" وقدمها في سيت كوم "تامر وشوقية" ثم فيلم "مرجان أحمد مرجان" عام 2007 وبعدها بعام واحد قدم نفس الشخصية في فيلم من بطولته بعنوان "اتش دبور" ليحقق نجاحًا كبيرًا ويدخل عالم النجومية من أوسع أبوابه. ويختلف مكي كثيرًا عن سعد حيث أنهى علاقته ب "اتش دبور" مع نهاية الفيلم، وقام ب"حلق" شعر رأسه، الذي كان أحد السمات المميزة لهذه الشخصية، وكأنه يرسل للجميع رسالة بأنه لن يكرر نفسه مرة أخرى، وبالفعل جاءت أفلامه فيما بعد ب "كراكترات" مختلفة فحصد النجاح في بعضها وقل هذا النجاح في البعض الاخر، لكن لم تهاجمه أقلام النقاد مثلما فعلت مع سعد. وفي عام 2009 كان مساعد المخرج رامي غيط على موعد مع شخصية "البرص"، حيث كان يعمل مساعدًا للمخرج خالد يوسف في فيلم "دكان شحاتة" وطلب منه أن يجسد هذه الشخصية وأقنع خالد بطلبه بعد أن تدرب عليها كثيرًا، وانتقل من خلف الكاميرا ليقف أمامها ويقدم "البرص" لأول مرة، وبعد نجاح الفيلم شارك رامي كممثل في العديد من الأعمال الفنية إلى أن فأجا الجميع بفيلم خاص عن هذه الشخصية بعنوان "المواطن برص" انتهى من تصويره مؤخرًا. ويأمل رامي من خلال الفيلم أن تفتح له أبواب البطولات المطلقة مثلما فعلت مع سعد ومكي، ولكن هل يكرر رامي ما فعله سعد ويعيد تقديم البرص في سلسلة أخرى من الافلام؟ أم يفضل أن يخطو خطوات مكي ويكتفي بتقديم "البرص" مرة واحدة؟