قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارة لأفغانستان أمس الأحد، إن إدارته ستعلن قريبا على الأرجح عدد الجنود الذين ستبقي عليهم الولاياتالمتحدة في أفغانستان، في الوقت الذي تستعد فيه القوات لتقليص وجودها بعد حرب دامت 13 عاما تقريبا. وقال أوباما خلال لقاء مع القادة العسكريين في قاعدة باجرام الجوية، إن أحد اسباب زيارته لهم هو مناقشة الوجود الأمريكي خلال ما تبقى من العام الحالي- عندما ينسحب الجزء الأكبر من الجنود- وما بعد نهاية العام. وقال أوباما الذي وصل جوا إلى القاعدة الأمريكية الرئيسية في أفغانستان في زيارة مفاجئة وقصيرة "سنعلن على الأرجح بعض القرارات قريبا". وتأتي زيارة أوباما الرابعة لأفغانستان في عطلة يوم الذكرى الذي يحتفل به الأمريكيون آخر يوم اثنين من شهر مايو لتكريم الجنود الذين قتلوا في ساحات المعارك، كما تأتي في وقت يواجه فيها أوباما انتقادات في الداخل بأن سياسته الخارجية اتسمت بالسلبية الشديدة في التعامل مع أزمات تمتد من سوريا إلى أوكرانيا وروسيا. ومن المقرر أن يرد على الانتقادات في خطاب يلقيه يوم الأربعاء في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت. وتحدث أوباما للجنود في باجرام وسط صيحات من القوات عندما أبلغهم قائلا "أنا هنا في مهمة شخصية وهي توجيه الشكر لكم على خدماتكم الاستثنائية"، ومن المقرر أن يزور الجنود المصابين. ومن المؤكد أن ينظر بعض المنتقدين لزيارته على أنها محاولة لتبرئة نفسه أمام قدامى العسكريين الذين انتابهم القلق من مزاعم بأن المنشآت الطبية التي تديرها الحكومة في الولاياتالمتحدة لا توفر رعاية سريعة لهم. وفي قاعدة باجرام أطلع الجنرال جوزيف دانفور قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والسفير الأمريكي لدى أفغانستان جيمس كونينجام أوباما على آخر مستجدات الوضع في أفغانستان. ولا ينوي أوباما زيارة العاصمة الأفغانية كابول أو الاجتماع مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أو أي من مسئولي الحكومة الآخرين خلال زيارته المتوقع ألا تستغرق سوى بضع ساعات. وكان كرزاي أغضب أوباما برفضه التوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية ترغب واشنطن في التوصل إليها قبل موافقتها على ترك قوات أمريكية في أفغانستان بغرض تدريب القوات الأفغانية وعمليات مكافحة الإرهاب بعد الانسحاب الرسمي للقوات الأمريكية. وفي دلالة على العلاقات المتوترة بين إدارة أوباما وحكومة كرزاي قال عبد الكريم خورام كبير موظفي كرزاي، إن الرئيس الأفغاني رفض دعوة قدمتها له السفارة الأمريكية للقاء أوباما في باجرام. وأضاف خورام "قال الرئيس كرزاي إنه سيرحب به بحرارة إذا جاء إلى القصر ولكن من المستحيل أن يتوجه "كرزاي" إلى باجرام للقائه". وقال أوباما للجنود الأمريكيين في باجرام، إنه متفائل بأن يتم التوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية مع أفغانستان بمجرد أن يؤدي رئيس أفغاني جديد اليمين الدستورية. وتستعد أفغانستان لإجراء جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية بين وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، والمسئول السابق بالبنك الدولي أشرف عبد الغني، بعد عدم حصول أي منهما على أغلبية مطلقة في الجولة الأولى. ولم يشارك كرزاي في انتخابات الرئاسة بموجب الدستور الذي لا يسمح لأحد بالترشح لأكثر من ولايتين.