صرح الدكتور جلبير أشقر أستاذ الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، بأن الثورات العربية جرى احتواءها فكرياً من خلال توصيفات جوفاء مثل "ثورة الشباب" و"ثورة الفيسبوك" و"ثورة بلا قائد"، وذلك بغرض تصوير تحرر الحراك الاجتماعي الجديد من التوجهات اليسارية التي طغت على حركات الشباب في ستينات وسبعينات القرن الماضي. وأضاف صاحب كتاب "الشعب يريد" ، أحد أشهر المؤلفات التي تبحث في جذور الثورات العربية، أن خطر التوصيفات الجوفاء للثورات العربية ينبع في كونها لا تعكس المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي قامت من أجلها الثورات، مما أدى إلى سيطرة الرجعيات المتمثلة في ممثلي النظم القديمة والتيارات الدينية، وهكذا فإن مستقبل مسيرة الثورات العربية مرهون بالقدرة على بناء تقوى ثالثة تقوم على تحالف طبقي يحمل على عاتقه "العدالة الاجتماعية" كمطلب أساسي يشكل حائط صد أمام القوى الرجعية المضادة للثورة. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر "العدالة الاجتماعي.. المفهوم والسياسات بعد الثورات العربية" الذي ينظمه منتدى البدائل العربي للدراساتAFA .، بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورج الألمانية. الذي يعقد في القاهرة على مدى يومي 18-19 مايو، بحضور نخبة من الباحثين وخبراء السياسات العامة والاقتصاديين المعنيين بقضايا العدالة الاجتماعية في المنطقة العربية مثل الباحث الاقتصادي وائل جمال، والناشطة التونسية د.ليلى الرياحي، ود. هبة رؤوف عزت إلى جانب مشاركة متميزة من د. مها يحيى الباحثة بمركز كارنيجي للشرق الأوسط، والأكاديمي الإيطالي جناريو جرفازيو استاذ دراسات الشرق الأوسط، والمعارض السوري فيكتور بيان شمس. واشتملت جلسات مؤتمر "العدالة الاجتماعية، المفهوم والسياسات بعد الثورات العربية " أيضًا على 3 ورش عمل تقدم رؤية وتوصيات حول المفهوم من حيث القواسم المشتركة ونقاط الخلاف، الحركات الاجتماعية والعدالة الاجتماعية الوعي والحركة، سياسات العدالة الاجتماعية والدور الخارجي. كما سيقوم محمد العجاتي في ختام المؤتمر بعرض نتائج مجموعات العمل، وخلاصات المؤتمر.