أكدت عضو حملة "انقذوا القاهرة" سالي سليمان، أنه تم سرقة بعض حشوات كرسي المصحف بمسجد "مدرسة أزبك اليوسفي" الأثر المسجل برقم 211، بحارة أزبك المواجهة للمتنزه الواقع بجوار جامع أحمد بن طولون بالسيدة زينب منذ نحو شهرين ولا نعلم أين الكرسي الآن، وكالعادة –لم تعلن وزارة الآثار عن السرقة، كما تم إحباط محاوله لسرقة أخرى داخل المسجد وتصدى لهم القائمون على خدمة المسجد، وتتساءل المهتمة بالشأن الأثري: أين شرطة الآثار؟!. المسجد أنشأه في سنة 900 هجرية/ 1495م، الأمير أزبك اليوسفى الذي كان من أكبر أمراء دولة المماليك الجراكسة ومن أعظم قوادها ومن المبرزين في عصر السلطان قايتباى، وقد تقلب في عدة وظائف كبيرة حتى أصبح في عهد الملك الناصر محمد بن السلطان قايتباى مشيرا للمملكة، وهذا المسجد-كأمثاله مما أنشئ في هذه الحقبة من الزمن-حافل بالزخارف والكتابة، فقد اجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة، فنجارته الممثلة في المنبر وكرسى السورة، وأرضيته ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية، جميعها ناطقة بما بلغته هذه الصناعات من منزلة رفيعة من الدقة والإتقان. وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يتألف من صحن مسقوف بوسطه شخشيخة تحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له، وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران. والمسجد له وجهتان، إحداهما بحرية والثانية شرقية، وبالأولى المدخل وبالطرف الغربى منها حوض لسقى الدواب وبقايا أبنية أخرى، وبالطرف الشرقي سبيل يعلوه كتاب، وتقوم إلى جانب المدخل منارة لا تختلف كثيرا عن المنارات التي شيدت في أواخر القرن التاسع الهجرى-أواخر الخامس عشر الميلادي- وهى مكونة من دورتين تتكون كل منهما من مقرنصات جميلة وكانت تنتهى من أعلى بمسلة مخروطية وضعت مكان الجزء الأصلي في العصر العثماني أزالتها إدارة حفظ الآثار العربية في سنة 1947م وأعادت بناء هذا الجزء العلوى كأصله، أي ثمانية أعمدة تحمل الخوذة وهو الشكل المألوف للمآذن المعاصرة، أرضية الصحن تعتبر من النماذج الجميلة للأرضيات الرخامية، ويحيط بإيوان القبلة وزرة من الرخام الملون، يتوسطها محراب رخامي بجواره منبر من الخشب دقيق الصنع، وبأعلاها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، هذا وجميع الكتابًات سواء منها المحفورة في الحجر أو الخشب تتضمن آيات قرآنية واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء سنة 900 هجرية.