قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) يجب أن يعلم الزوج أن له حقوقًا وعليه واجبات. وأيضًا الزوجة يجب أن تعلم كذلك أن لها حقوقًا وعليها واجبات. فأهمس لكل زوج وزوجة إذا أرادتما حياة سعيدة هانئة بعيدة عن المشاكل فقم بما عليك من واجبات على أكمل وجه مستعينًا بالله محتسبًا الأجر عنده، وإذا نقص من حقوقك شئ فعليك بالتسامح والتغاضي قدر المستطاع، ومعالجة ذلك بالحكمة والعقل، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة. لأن الأمر إذا أصبح بين الزوجين كأنه مقايضة، بقدر ما تعطي لي حقوقي أقوم بما على من واجبات فسوف لن يمر وقت قصير إلا وهناك مشكلة قائمة، ولكن ما أجمل التغاضي والتسامح والتنازل بين الزوجين. وليتذكر الزوجان أن عقد الزواج عقد مقدس وميثاق غليظ إذا رعيتماه حق رعايته وراقبتما الله فيه فإن لكما به أجرًا عظيمًا سواء الزوج أو الزوجة. تأملوا معي هذا الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك } أخرجه مسلم وأحمد. و تأملوا هذا الحديث أيضًا قال صلى الله عليه وسلم: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ). ويقول صلى الله عليه وسلم القائل: ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلى الجنة من أي أبوابها شئت ). وقال صلى الله عليه وسلم: ( خير نسائكم الودود، المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لايدخل الجنة منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم ). ولعل الجهل بمثل هذه الأمور، وتأمل مثل هذه الأحاديث، وحسن إدارة الخلافات، هو السبب الرئيس في كثرة حالات الطلاق وكثرة المشاكل الزوجية. نسأل الله أن يجعل السعادة والرحمة والمودة ترفرف على جميع بيوت المسلمين.