اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالرجل الآلي آسيمو، وذلك بعد أن لعب كرة القدم مع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما خلال زيارته اليابان الخميس الماضي. "آسيمو" رجل آلي طورته مجموعة هوندا اليابانية في إطار مشروع أطلقته قبل 20 عامًا يرمي إلى تصميم روبوتات قادرة على مساعدة كبار السن وإتمام مهمات خطرة على الإنسان. هذا الرجل الآلي، البالغ طوله 1.3 متر ووزنه 50 كيلوغرامًا، هو خلاصة أجيال من الروبوتات التي تعمل هوندا على تطويرها منذ عقود، وقد بذلت مجهودًا جبارًا للوصول به إلى محاكاة البشر وجعل حركاته أكثر ليونة وسرعة إلى أن أصبح اليوم قادرًا على السير بسرعة 9 كيلومترات في الساعة وصعود السلالم. ويتمتع هذا الروبوت ببطارية ليثيوم قادرة على العمل لمدة 40 دقيقة متواصلة في حال كانت حركته تقتصر على المشي، وبذلت الشركة جهودًا كبيرة لتأمين توازنه وثباته، حتى أصبح قادرًا على القفز واللعب بالكرة وتحريك أطرافه بما يشبه الرقص. ويباهي مهندسو هوندا أيضًا ببراعة رجلهم الآلي الجديد في تحريك أصابعه العشرة، فهو قادر على مصافحة الأشخاص والتواصل معهم بلغة الإشارة، وتقديم الشراب للضيوف. ويعود السر في هذه المقدرات العالية للروبوت إلى الكاميرا الموضوعة في خوذته، وإلى أجهزة الاستشعار المثبتة في أصابعه، وجهاز الكمبيوتر القادر على تحليل البيانات بشكل فوري، ما يحول دون سقوط الأشياء الدقيقة أو تحطمها بيده، والجزء الأكبر من جهاز الكمبيوتر موضوع في حقيبة مثبتة في ظهر الروبوت. ووفقا لهوندا، فإن تصميم هذا الرجل الآلي يجعله مقبولًا من الجمهور، فهو ذو قامة قصيرة تجعله على المستوى نفسه مع الشخص طريح الفراش أو المقعد على الكرسي المتحرك. والهدف الأساسي من هذا الرجل الآلي هو مساعدة الأشخاص المحتاجين إلى رعاية، ومن المقرر أن تليه نماذج مخصصة لرعاية الأشخاص المتقدمين في السن، يمكنها أن تصطحبهم في المحطات أو المطارات، ومساعدتهم على تناول أدويتهم. لكن هذا الأمر يحتاج إلى وقت، إذ أن نماذج الروبوت ما زالت تحتاج إلى مزيد من التطوير بحيث تصبح قادرة على مواكبة التغيرات والظروف المختلفة. ويرى مهندسو هوندا أن التحدي الحقيقي يكمن في التوصل إلى تصميم رجل آلي قادر على "تمييز حركات" الأشخاص لفهم ما يجري من خلالها، والتصرف بالشكل المناسب. ومن ذلك مثلًا، أن يكون الروبوت قادرًا على فهم طبيعة اقتراب الشخص المقابل له منه، فيتصرف على أساس ذلك إما بالاقتراب منه هو أيضًا، أو بالابتعاد عنه. ويأمل المهندسون في تحقيق هذا الهدف في السنوات القليلة المقبلة.