عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي؛ رئيس تحرير موقع "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود"، تقريرًا حول علاقة الإخوان بالأقباط كان نصه الآتي: لا يؤمن الإخوان بحرية الاعتقاد، وحق غير المسلم في ممارسة شعائره الدينية، وبناء دور العبادة التي تستوعب أنشطته الخاصة به، هذا هو ما تكشفه بعض الأمثلة التى يطرحها العدد رقم "56" من مجلة الدعوة الإخوانية، الصادر في شهر ديسمبر سنة 1980، والذي كشف كيف ستكون أوضاع غير المسلمين في ظل حكمهم؟! يقول الشيخ محمد عبد الله الخطيب؛ عضو مكتب الإرشاد، عن حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام: إن حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام على 3 أقسام: الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها... كالمعادي والعاشر من رمضان وحلوان.. وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة، والثاني: ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا.. فهذه أيضًا لا يجوز بناء هذه الأشياء فيها، وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين، والقسم الثالث: ما فتح صلحًا بين المسلمين وبين سكانها، والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس وبِيَع على ما هي عليه في وقت الفتح، ومنع بناء أو إعادة ما هدم منها، وهو رأي الشافعي وأحمد، إلا إذا اشترطوا في عقد الصلح مع الإمام إقامتها، فعهدهم إلى أن يكثر المسلمون على البلد. وواضح أنه لا يجوز إحداث كنيسة في دار الإسلام. المفهوم من الفتوى، في غير لبس، أن البلاد التي أحدثها المسلمون وأقاموها لا تتسع لغير المسلمين، وتزداد صعوبة الإجابة بالانتقال إلى القسم الثاني من الفتوى، حيث يجزم الشيخ بأنه لا تجوز إقامة دور العبادة غير الإسلامية في البلاد التي فتحها المسلمون، بل إنه لا يجوز الاحتفاظ بما كان قائمًا قبل الفتح! قبل أن نفيق من آثار الفتوى الأولى عن حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام يعاجلنا الشيخ الخطيب برأي آخر أشد عنفًا وحدة من السابق؛ إذ يقول: "يجب على أهل الكتاب بمقتضى أنهم مواطنون يحملون جنسية الدولة المسلمة ويعيشون على أرضها وبين أهلها أن يلتزموا بالنظام الإسلامي، وللمجتمع الإسلامي عادات وتقاليد يجب على كل من يعايشه أن يحافظ عليها، فلا يصح التبرج ولا يجوز الاختلاط، أما أحوالهم الشخصية التي أحلها لهم دينهم كالزواج والطلاق وأكل الخنزير وشرب الخمر، فالإسلام لا يتعرض لهم في هذا بمنع ولا إبطال. وفي السياق نفسه تأتي الفتوى الثالثة في العدد نفسه، ويتعلق موضوعها بحكم دفن غير المسلم في مقابر المسلمين؟ حيث قال: "لا يجوز شرعًا أن يدفن غير المسلم في مقابر المسلمين حتى لا يتأذوا بعذابه في القبر". وهكذا ظهر أن موقف الإخوان من المسيحيين سياسي لا علاقة له بالدين، وهم يريدون أن يحتكروا الإسلام ويتحدثوا باسمه، رغم أن آراءهم أكثر بعدًا عن الدين الذي دعا لحقوق المخالفين لنا في العقيدة.