نشرت اللجنة الإعلامية لسكرتير عام حزب الوفد، فؤاد بدراوي، البرنامج الانتخابي الذي يخوض عليه المرشح في الانتخابات الرئاسية للحزب، والذي وجه من خلاله بدراوي كلمة إلى الوفديين قائلا: "في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا الحبيب في أعقاب ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو والتي تعلمونها جميعًا، تأتي انتخابات رئاسة حزب الوفد، وقد حفلت السنوات الثلاث الماضية بالعديد من الفرص الضائعة التي كان يمكن استغلالها بحكمة تتيح للوفد أن يتصدر المشهد السياسي وأن يجمع المصريين بشتى انتماءاتهم تحت لوائه مع ذلك يبقى الوفد بالنسبة لمصر وللمصريين أملًا يمكن الرهان عليه في تجاوز أزمة الواقع إلى آفاق المستقبل، فالوفد لدى المصريين ليس مجرد حنين إلى الماضي الجميل، ولكنه تعبير حقيقي وصادق عن مكونات الأمة المصرية من استقلال الإرادة الوطنية ووسطيتها المعتدلة وتماسكها وصلابتها، لذلك ينتظر المصريون في هذه الظروف العصيبة دورًا من الوفد لا يقل بأي حال من الأحوال عن دوره في قيادة نضالهم من أجل الاستقلال والحرية. ويرتكز البرنامج الانتخابي لبدراوي على هدفين رئيسيين هما "إعادة بناء الوفد كمؤسسة حزبية ديمقراطية جماهيرية فعالة وقوية وقادرة باستقلالها السياسي والمالي، واستعادة العلاقة بين الوفد والمصريين وفقًا لأسس المصداقية والوضوح في المواقف والسياسات". الإطار العام للبرنامج أولًا: الموقف السياسي: سيقوم برنامجي على إلتزام الوفد، بناءً على دوره التاريخي والمسئولية الوطنية، بالعمل على توحيد الأحزاب والقوى المدنية المتوافقة على مبادئه الراسخة لأكثر من تسعين عامًا تحت راية واحدة. ثانيًا: الموقف الاقتصادي: تبني اقتصاد السوق المبني على القطاع الخاص كمحرك أساسي للاقتصاد، ووضع تشريعات ورقابة صارمة من الدولة لضمان العدالة بين رأس المال والعمال من جهة وبين المنتج والمستهلك من جهة أخرى، ومواجهة الاحتكار وضمان حرية التنافس. وكذلك الالتزام بالعدالة الاجتماعية القائمة على مراجعة منظومة الدعم لتتفق مع الهدف الذي قامت من أجله لتصل لمستحقيها ووقف إهدار الدعم ومنع وصوله إلى غير مستحقيه، تخفيض النسبة المحصلة للتأمينات الاجتماعية لتصل إلى المعدلات العالمية مما سيزيد دخل العامل والتشجيع على انضمام شرائح أكبر للمظلة التأمينية وفتح الحد الأقصى للتحصيل، مما سيخلق عدالة أكثر ومعاشا أكبر بعد انتهاء الخدمة، وتفعيل دور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لخدمة المجتمع وتبنّي مشاريع تنموية صغيرة. ثالثًا: إصلاح لائحة النظام الداخلي لكي تتواكب وتطورات العمل الحزبي في مصر، وتكفل وضع قواعد واضحة ومحددة تسمح بتحويل الوفد إلى مؤسسة ديمقراطية جماهيرية تُطَبِقْ داخليا ما تؤمن بتطبيقه على المستوى الوطني من ترسخ لقيم المشاركة والعمل الجماعي واللا مركزية عبر آليات تواصل فعالة وسريعة من خلال الحد من سلطات رئيس الحزب باللائحة، والعمل على إيجاد بدائل عملية لها. ومن أهم تلك السلطات: - الحد من التعيينات بالهيئة العليا بديلًا لاستقالة أي من الأعضاء المنتخبين، على أن يحل مكان المستقيل أعلى الأصوات التالية. - الحد من نسبة العشرين بالمائة الحالية للتعيينات باللجان العامة. - إلغاء سلطة الرئيس، منفردًا، بحل أي لجنة أو تشكيل تم انتخابه وإيجاد حلول عملية بديلة، تكون الجمعية الناخبة والهيئة العليا طرفين أساسيين في صياغة هذا القرار. - مشاركة الهيئة العليا للرئيس في دعوة الجمعية العمومية ووضع جدول أعمالها. - مراجعة اختصاصات رئيس الحزب باللائحة والعمل على أن تكون بمشاركة المكتب التنفيذي ورقابة الهيئة العليا. - بحث استقلال لجنة النظام عن الإدارة بالحزب، ومنح رئاستها لشخصية منتخبة من الهيئة العليا، والعمل على أن تكون مستقلة تمامًا عن رئاسة الحزب أو السكرتارية العامة، تحقيقًا للفصل بين السلطات، الذي هو أساس العدالة. - منح عضوية الهيئة الوفدية لكل من مضي على عضويته بالحزب عشر سنوات. - زيادة عضوية المكتب التنفيذي. - زيادة عدد أعضاء الهيئة العليا. - رفع نسبة مشاركة الشباب والمرأة في عضوية الهيئة العليا وكل مؤسسات الحزب. - احترام الهيئة الوفدية وتفعيل دورها ومنحها سلطات واختصاصات رقابية واضحة على كل مؤسسات الحزب. - تفعيل دور أعضاء المكتب التنفيذي عن طريق توزيع الملفات والمسؤوليات المختلفة لكل عضو بالمكتب، وكذلك باللجان العامة والفرعية بجميع المحافظات، مع تقديم برنامج عمل للهيئة العليا منقبل المكتب التنفيذي، وكذلك اللجان العامة، مع متابعة شهرية من قبل الهيئة العليا لتطور العمل وفقًا للبرنامج المعد. مثال لتلك الملفات "الخطاب السياسي، الشئون البرلمانية، الانتخابات والحوار مع القوى السياسية، اللجان النوعية وحكومة الوفد، الإعلام، المقار والعاملين، التواصل والعضوية، العمل الجماهيري، الشباب، الجامعات، النقابات، تنمية الموارد". - منح الهيئة العليا اختصاصات واسعة تكفل لها دورًا تنفيذيا ورقابيا. - تفعيل دور اللجان النوعية المتخصصة لتتحول إلى مركز دراسات وأبحاث وبنك معلومات لمؤسسات ولجان الحزب المختلفة حول كل ما يثار على الواقع. - منح لجان المحافظات واللجان المركزية حرية واسعة في العمل من خلال تطبيق قواعد اللامركزية في العمل الحزبي في ما يتعلق بالميزانية وتنمية الموارد والعمل الجماهيري. - كفالة خضوع كل أعضاء الحزب وقياداته، على جميع المستويات التنظيمية والتشكيلات الحزبية، للمساءلة الحزبية دون استثناء. رابعًا: تطوير العمل الحزبي. سألتزم بالعمل على بناء الوفد كقوة تمتلك مقومات التنافس على الحكم، عبر إعداد قيادات ميدانية، نشطة، منظمة، قادرة على تعبئة الجماهير والتفاعل معها من خلال: وضع استراتيجية شاملة للعمل الحزبي على مستوى كل التشكيلات والقواعد الحزبية. وضع خطة نشاط حزبي مركزية سنوية للعمل الجماهيري، صالحة للتطبيق بمرونة في كل اللجان بمستوياتها المختلفة. وضع برنامج اتصال لضمان متابعة اجتماعات وأنشطة اللجان العامة والمركزية والمحلية لضمان التواصل التنظيمي الفعال بين مؤسسات الحزب ولجانه المختلفة. زيادة العضوية الجديدة ووضع معايير لمتابعتها وتقييمها، وربطها فور انضمامها فكريا وتنظيميا بالحزب ولجانه. تنفيذ مشروع للتثقيف والتدريب، متغير لأعضاء الحزب، لتنمية قدراتهم السياسية والحزبية وتفعيل مشاركتهم في كل الأنشطة الحزبية. وضع برنامج لتنشيط العضوية الحالية وتشجيعها على الانخراط في كل أشكال العمل الجماهيري في الشارع، والمحليات، والنقابات المهنية، واتحادات الطلاب، والعمال والفلاحين، والغرف التجارية، والنوادي ومراكز الشباب، وغيرها. اجتذاب العناصر النشطة والمؤثرة جماهيريًا للحزب واعتماد معايير موضوعية في الجذب بدلًا من العلاقات الشخصية. استخدام الآليات الديمقراطية عبر الانتخابات أو التوافق العام في بناء اللجان واتخاذ القرارات. استكمال مستويات التنظيم المختلفة من المستوى الإقليمي فالمستوى المحلي وحتى الشياخات والقرى. إعداد خريطة تفصيلية حول وضع كل لجنة مركزية تقع بها دائرة انتخابية، تكفل قراءة دقيقة لكل مكونات الدائرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، استعدادًا لكل الفاعليات الانتخابية. خامسًا: تطوير العمل الجماهيري التزام كل الأعضاء برسالة الحزب وبرنامجه ومواقفه السياسية. القيام بحملة توعية شاملة لنشر رسالة الحزب وتاريخه ونضاله وبرنامجه وسط المواطنين. تأسيس روابط وفدية داخل مؤسسات المجتمع المدني المختلفة من نقابات مهنية وعمالية وفلاحية وطلابية وغرف تجارية ونوادي ومراكز الشباب والجمعيات الأهلية، وغيرها، وإلزام أعضاء الحزب بالعمل في إطارها. تركيز أنشطة العمل الجماهيري على الاهتمام بمشاكل المواطنين اليومية. ربط العمل الحزبي بالعمل الخدمي وتطوير عمل المقرات الحزبية لتتحول لأداة في خدمة أهداف العمل الجماهيري من خلال تقديم الخدمات. التفاعل الحزبي لكل اللجان مع القضايا الجماهيرية، وخلق مبادرات وفدية محلية حول مشاكل المدن والمراكز والقري والشياخات. وفي البند السادس من البرنامج تعهد بدراوي بإجراء إصلاحات بالجريدة، وقال هناك لجنة تم تشكيلها من خبراء، في مجال تأسيس الصحف الخاصة، تعكف حاليًا على وضع تصور لإعداد دراسة تطوير الهيكل المالي والإداري للجريدة بما يسمح بتنمية مواردها وتغطية نفقاتها الحالية والمستقبلية في ضوء الأوضاع الاقتصادية المتردية بالسوق المصرية، وفي نفس الوقت تعديل لغة خطاب الجريدة بما يتناسب مع التطورات الأخيرة في لغة الخطاب الإعلامي وبما يتيح الفرصة لمخاطبة القطاعات العريضة بالمجتمع المصري، وكذلك فصل الإدارة عن التحرير. كما أشار بدراوي إلى تغيير لائحة النظام الداخلي للحزب. وختم بدراوي برنامجة الانتخابي قائلا: "يعلم الله أنني ما خضت هذه الانتخابات إلا استجابة لطلبات أغلبية الوفديين، وتلبية لنداء الواجب والضمير في ظل المخاوف التي يخشاها البعض، والشعور بالمرارة والإحباط مما وصلنا إليه لدى البعض الآخر، فلنكن معًا يدًا بيد، لنحمي الوفد وقيمه ولنكون جديرين بتراثنا وتاريخنا الحافل المجيد، لنقول لأسلافنا وزعمائنا أننا قادرون على حمل المسئولية وتحمل تبعات هذه الأمانة الكبري الملقاة على عاتقنا، وأننا الجيل الذي سيحفظ نبل وتضحيات وعظمة وشرف حزبنا العريق من الضياع والمتاجرة والاسترزاق المالي أو السياسي. ولنعيد الوفد إلى صفوف أمته حزبًا لا يفرط في ثوابته، لا يتنازل عن قيمه ومبادئه، لا يبقى أسيرًا للمصالح المالية والصفقات السياسية المشبوهة مع أعداء الوطن والحرية، لا يبيع مصالح أمته من أجل تغليب المصلحة الخاصة، لا يتاجر بدماء الشهداء ولو كان المكسب حماية المليارات".