أكد فؤاد بدراوي المرشح لرئاسة حزب "الوفد" أنه في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر في أعقاب ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو، تأتى انتخابات رئاسة حزب الوفد، مشيرا إلى أن السنوات الثلاثة الماضية حفلت بالعديد من الفرص الضائعة التي كان يمكن إستغلالها بحكمة تتيح للوفد أن يتصدر المشهد السياسي وأن يجمع المصريين بشتي إنتماءاتهم تحت لوائه. وأضاف بدراوي في بيانه الذي أرسله لأعضاء الحزب، أن برنامجه لرئاسة الحزب يحقق هدفين رئيسيين، الأول هو إعادة بناء الوفد كمؤسسة حزبية ديمقراطية جماهيرية فعالة وقوية وقادرة بإستقلالها السياسى والمالى، والهدف الثاني هو إستعادة العلاقة بين الوفد والمصريين وفقاً لأسس المصداقية والوضوح في المواقف والسياسات. وجاء الإطار العام للبرنامج الذي حصلت "محيط" على نسخة منه، هو العمل على توحيد الأحزاب والقوي المدنية المتوافقة على مبادئه الراسخة لأكثر من تسعين عاماً تحت راية واحدة، وذلك من خلال المحافظة على تحالف ۳۰ يونيو، المكون من القوى المدنية، للعمل سوياً علي خلق المناخ والتشريعات التي تؤكد مبدأ التداول السلمي للسلطة كضمان وحيد لبناء مصر المستقبل. وايضا العمل على أن يشكل الوفد مع حلفائه من القوي المدنية، المشاركة في ثورة ۲5 يناير وموجتها الثانية في ۳۰ يونيو، والمتفقة على مبادئ الوفد، الأغلبية في مجلس النواب القادم بأكثرية وفدية. وحول الموقف الاقتصادي ببرامج "بدراوي"، جاء بتبنى إقتصاد السوق المبني على القطاع الخاص كمحرك أساسي للإقتصاد، بالإضافة لوضع تشريعات ورقابة صارمة من الدولة لضمان العدالة بين رأس المال والعمال من جهة وبين المنتج والمستهلك من جهة أخري. ومواجهة الإحتكار وضمان حرية التنافس، والإلتزام بالعدالة الإجتماعية القائمة علي مراجعة منظومة الدعم لتتفق مع الهدف الذي قامت من أجله لتصل لمستحقيها ووقف إهدار الدعم ومنع وصوله إلي غير مستحقيه، وتخفيض النسبة المحصلة للتأمينات الإجتماعية لتصل إلي المعدلات العالمية مما سيزيد دخل العامل، بالإضافة للتشجيع على إنضمام شرائح أكبر للمظلة التأمينية وفتح الحد الأقصى للتحصيل، مما سيخلق عدالة أكثر ومعاش أكبر بعد إنتهاء الخدمة، وختاما تفعيل دور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لخدمة المجتمع وتبني مشاريع تنموية صغيرة. وأوضح بدراوي في بيانه أن الشق الثالث من برنامجه الانتخابي هو إصلاح لائحة النظام الداخلي للوفد لتواكب تطورات العمل الحزبي في مصر، وتكفل وضع قواعد واضحة ومحددة تسمح بتحويل الوفد إلى مؤسسة ديمقراطية جماهيرية تُطَبِقْ داخلياً ما تؤمن بتطبيقه علي المستوي الوطني من ترسخ لقيم المشاركة والعمل الجماعي واللامركزية عبر آليات تواصل فعالة وسريعة من خلال الحد من سلطات رئيس الحزب باللائحة، والعمل علي إيجاد بدائل عملية لها. وكانت أهم تلك السلطات، الحد من التعيينات بالهيئة العليا بديلاً لإستقالة أي من الأعضاء المنتخبين، علي أن يحل مكان المستقيل أعلي الأصوات التالية، والحد من نسبة العشرين بالمائة الحالية للتعيينات باللجان العامة، وإلغاء سلطة الرئيس منفرداً بحل أي لجنة أو تشكيل تم إنتخابه وإيجاد حلول عملية بديلة، وتكون الجمعية الناخبة والهيئة العليا طرفان أساسيان في صياغة هذا القرار. بالإضافة لمشاركة الهيئة العليا للرئيس في دعوة الجمعية العمومية ووضع جدول أعمالها، ومراجعة إختصاصات رئيس الحزب باللائحة والعمل علي أن تكون بمشاركة المكتب التنفيذي، ورقابة الهيئة العليا، وبحث إستقلال لجنة النظام عن الإدارة بالحزب، ومنح رئاستها لشخصية منتخبة من الهيئة العليا، والعمل علي أن تكون مستقلة تماماً عن رئاسة الحزب أو السكرتارية العامة، تحقيقاً للفصل بين السلطات، الذي هو أساس العدالة.- منح عضوية الهيئة الوفدية لكل من مضى على عضويته بالحزب عشر سنوات. وأكد المرشح لرئاسة الوفد أنه سيقوم بزيادة عضوية المكتب التنفيذي، عن طريق زيادة عدد أعضاء الهيئة العليا، ورفع نسبة مشاركة الشباب والمرأة في عضوية الهيئة العليا وكافة مؤسسات الحزب، وايضا إحترام الهيئة الوفدية وتفعيل دورها ومنحها سلطات وإختصاصات رقابية واضحة على كافة مؤسسات الحزب، وتفعيل دور أعضاء المكتب التنفيذي عن طريق توزيع الملفات والمسؤوليات المختلفة لكل عضو بالمكتب، وكذلك باللجان العامة والفرعية بجميع المحافظات، مع تقديم برنامج عمل للهيئة العليا من قبل المكتب التنفيذي، وكذلك اللجان العامة، مع متابعة شهرية من قبل الهيئة العليا لتطور العمل وفقاً للبرنامج المعد. وقال إن مثال لتلك الملفات: "الخطاب السياسي، الشئون البرلمانية، الإنتخابات والحوار مع القوي السياسية، اللجان النوعية وحكومة الوفد، الإعلام، المقار والعاملين، التواصل والعضوية، العمل الجماهيري، الشباب، الجامعات، النقابات، تنمية الموارد". وتابع أنه سيقوم بمنح الهيئة العليا إختصاصات واسعة تكفل لها دوراً تنفيذياً ورقابياً، وتفعيل دور اللجان النوعية المتخصصة لتتحول إلى مركز دراسات وأبحاث وبنك معلومات لمؤسسات ولجان الحزب المختلفة حول كل ما يثار على الواقع، ومنح لجان المحافظات واللجان المركزية حرية واسعة في العمل من خلال تطبيق قواعد اللامركزية في العمل الحزبي فيما يتعلق بالميزانية وتنمية الموارد والعمل الجماهيري، وكفالة خضوع كافة أعضاء الحزب وقياداته، على جميع المستويات التنظيمية والتشكيلات الحزبية للمساءلة الحزبية دون إستثناء. وتطوير العمل الحزبي وضعه بدراوي في حسبانه في برنامجه الانتخابي، حيث شدد على الإتزام بالعمل على بناء الوفد كقوة تمتلك مقومات التنافس على الحكم، عبر إعداد قيادات ميدانية، نشطة، منظمة، قادرة على تعبئة الجماهير والتفاعل معها من خلال وضع إستراتيجية شاملة للعمل الحزبي على مستوى كافة التشكيلات والقواعد الحزبية، ووضع خطة نشاط حزبي مركزية سنوية للعمل الجماهيري، صالحة للتطبيق بمرونة في كافة اللجان بمستوياتها المختلفة. بالإضافة لوضع برنامج إتصال لضمان متابعة إجتماعات وأنشطة اللجان العامة والمركزية والمحلية لضمان التواصل التنظيمي الفعال بين مؤسسات الحزب ولجانه المختلفة، وزيادة العضوية الجديدة ووضع معايير لمتابعتها وتقييمها، وربطها فور إنضمامها فكرياً وتنظيمياً بالحزب ولجانه، وتنفيذ مشروع للتثقيف والتدريب، متغير لأعضاء الحزب، لتنمية قدراتهم السياسية والحزبية وتفعيل مشاركتهم في كافة الأنشطة الحزبية، ووضع برنامج لتنشيط العضوية الحالية وتشجيعها على الإنخراط في كافة أشكال العمل الجماهيري في الشارع، والمحليات، والنقابات المهنية، وإتحادات الطلاب، والعمال والفلاحين، والغرف التجارية، والنوادي ومراكز الشباب، وغيرها. وأشار إلى أنه سيقوم بإجتذاب العناصر النشطة والمؤثرة جماهيرياً للحزب وإعتماد معايير موضوعية في الجذب بدلاً من العلاقات الشخصية، وإستخدام الآليات الديمقراطية عبر الإنتخابات أو التوافق العام في بناء اللجان وإتخاذ القرارات، وإستكمال مستويات التنظيم المختلفة من المستوى الإقليمي فالمستوى المحلي وحتى الشياخات والقرى، بالإضافة لإعداد خريطة تفصيلية حول وضع كل لجنة مركزية تقع بها دائرة إنتخابية، تكفل قراءة دقيقة لكافة مكونات الدائرة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً، إستعداداً لكافة الفاعليات الإنتخابية. وحول تطوير العمل الجماهيري للحزب، أوضح أنه سيقوم بالتشديد على إلتزام كافة الأعضاء برسالة الحزب وبرنامجه ومواقفه السياسية، والقيام بحملة توعية شاملة لنشر رسالة الحزب وتاريخه ونضاله وبرنامجه وسط المواطنين، وتأسيس روابط وفدية داخل مؤسسات المجتمع المدني المختلفة من نقابات مهنية وعمالية وفلاحية وطلابية وغرف تجارية ونوادي ومراكز الشباب والجمعيات الأهلية، وغيرها، وإلزام أعضاء الحزب بالعمل في إطارها، وايضا تركيز أنشطة العمل الجماهيري على الإهتمام بمشاكل المواطنين اليومية، وربط العمل الحزبي بالعمل الخدمي وتطوير عمل المقرات الحزبية لتتحول لآداة في خدمة أهداف العمل الجماهيري من خلال تقديم الخدمات مثل "عيادة الوفد - الدعم القانوني - دروس تقوية - محو أمية -قوافل طبية". وشدد بدراوي في بيانه على ضرورة التفاعل الحزبي لكل اللجان مع القضايا الجماهيرية، وخلق مبادرات وفدية محلية حول مشاكل المدن والمراكز والقرى والشياخات. ولم يخل إصلاح جريدة الوفد من برنامج بدراوي، حيث قال إن هناك لجنة تم تشكيلها من خبراء، في مجال تأسيس الصحف الخاصة، تعكف حالياً علي وضع تصور لإعداد دراسة تطوير الهيكل المالي والإداري للجريدة بما يسمح بتنمية مواردها وتغطية نفقاتها الحالية والمستقبلية في ضوء الأوضاع الإقتصادية المتردية بالسوق المصري، وفي نفس الوقت تعديل لغة خطاب الجريدة بما يتناسب مع التطورات الأخيرة في لغة الخطاب الإعلامي وبما يتيح الفرصة لمخاطبة القطاعات العريضة بالمجتمع المصري. وكشف عن أن هناك إتفاق جاري مع إحدي الوكالات الإعلانية علي توقيع بروتوكول تعاون - غير حصري - بما يسمح بتوفير دخل مادي شهري ثابت، ويتيح الفرصة لتطوير إدارة إعلانات الجريدة وتنمية مهاراتها، وايضا تم الإتفاق مع عدد كبير من الكيانات الإقتصادية ورجال الأعمال علي توقيع عقود إعلانية سنوية مع جريدة الوفد بما يوفر سيولة نقدية شهرية، مع الإلتزام بتأمين مستقبل العاملين في المقام الأول. وتابع أنه جاري إعداد خطة طموحة لتوفير الإعتمادات المالية لتأمين مستقبل العاملين بحلول إقتصادية واقعية تتضمن الإستمرارية، مع تنفيذ خطة طموحة لتنمية مهارات العاملين بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة في صناعة الميديا ويتيح قوة تنافسية للوفد، وزيادة الدخل عن طريق الإستفادة من البوابة وقناة يوتيوب وشبكات التواصل الإجتماعى، بالإضافة ل تعيين مدير تنفيذى محترف ومتفرغ وذو خبرة لمؤسسة سراج الدين الصحفية، وفصل الإدارة عن التحرير. ووعد بدراوي خلال بيانه أعضاء الوفد قائلا :"الأخوة والأخوات.. أؤكد لكم أنه فور تشرفي بثقتكم سوف أعلن عن تشكيل لجنة من رموز الوفد وحكمائه وبمشاركة ممثلين لجيلي الوسط والشباب تقوم بما يلي: إصلاح الهيكل الإدارى والمالى للحزب وجريدته، والعمل على لم شمل كافة الوفديين وعودة كافة الطيور المهاجرة والنظر فى كافة قرارات الفصل السابقة، وبحث كافة مبادرات تطوير الوفد وتغيير لائحة النظام الداخلي، وإجراء مراجعة نقدية لدور الحزب سياسياً خلال السنوات العشر الماضية، وإجراء تقييم لآداء الحزب خلال المعارك الإنتخابية السابقة سواءً "الشعب – الرئاسية –الشورى –المحليات" خلال السنوات العشر الماضية، بالإضافة لإجراء تقييم لآداء الحزب في النقابات المهنية والعمالية والإتحادات الطلابية. وختم المرشح لرئاسة الوفد كلماته لأعضاء الحزب قائلا :"يعلم لله أننى ما خضت هذه الإنتخابات إلا إستجابة لطلبات أغلبية الوفديين، وتلبية لنداء الواجب والضمير في ظل المخاوف التي يخشاها البعض، والشعور بالمرارة والإحباط مما وصلنا إليه لدى البعض الآخر. فلنكن معاً يداً بيد، لنحمي الوفد وقيمه ولنكون جديرين بتراثنا وتاريخنا الحافل المجيد، لنقول لأسلافنا وزعمائنا أننا قادرون على حمل المسئولية وتحمل تبعات هذه الأمانة الكبرى الملقاة على عاتقنا، وأننا الجيل الذي سيحفظ نبل وتضحيات وعظمة وشرف حزبنا العريق من الضياع والمتاجرة والإسترزاق المالي أو السياسي، وفلنعيد الوفد إلى صفوف أمته حزباً لا يفرط في ثوابته... لا يتنازل عن قيمه ومبادئه...لا يبقي أسيراً للمصالح المالية والصفقات السياسية المشبوهة مع أعداء الوطن والحرية...لا يبيع مصالح أمته من أجل تغليب المصلحة الخاصة... لا يتاجر بدماء الشهداء ولو كان المكسب حماية المليارات، فلنعيد الوفد بوجوه مشرقة بريئة من خلط المال بالسياسة... ومتحررة من ضغوط تزاوج السلطة بالثروة.