حالة من التساؤلات وحرب الاتهامات تشهدها أروقة حزب الوفد بين قياداته علي خلفية المشادات التي وقعت بين محمود أباظة رئيس حزب الوفد وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب خلال اجتماع المكتب التنفيذي للحزب بسبب تحفظات بدراوي علي بعض الأمور في الجريدة والتي كان أبرزها انتقاده لاستخدام الجريدة للترويج للسفيرة الأمريكية وكذلك هجومه علي رفض زيادة رواتب صحفيي الجريدة في الوقت الذي تستعين فيه بعدد كبير من المتدربين الأمر الذي وصفه خلال الاجتماع المؤثر سلبًا علي الاعتمادات المالية للحزب. وتركز التساؤلات التي صحبتها حرب اتهامات داخل الحزب علي مجموعة من الأفكار أبرزها هل بدأت المعركة علي رئاسة الحزب بين بدراوي وأباظة مبكرًا وهل دخلت الجريدة طرفًا في الصراع خاصة وأن الثاني رد الهجوم بهجوم مماثل واصفًا تدخل بدراوي في فحوي المواد المنشورة داخل الجريدة حول السفيرة الأمريكية أو الجمعيات الممولة أمريكيا يتنافي مع حرية الفكر وليبرالية الجريدة والحزب، وتضمنت الاتهامات اتهام فريق أباظة لبدراوي بتبني أفكار نعمان جمعة الرئيس السابق لحزب الوفد المناهضة لأصحاب الجمعيات الممولة أمريكيا والذي اعتبروه يتنافي مع ليبرالية الحزب! فيما اتهم فريق بدراوي أباظة بتشجيع تغلغل الجمعيات الممولة أمريكيا داخل الحزب وتشجيع الخلط بين العمل الحزبي والحقوقي باستخدام جريدة الحزب. وعكست أزمة استخدام الجريدة في الصراعات الوفدية حجم الخلافات الوفدية ولم يكن استخدام الجريدة في صراع هو الأول من نوعه حيث يستغل عدد من أعضاء الهيئة العليا الذين يجمعون بين العمل الحزبي والصحفي الجريدة لتصفية خلافات سياسية وحزبية وظهر ذلك مؤخرًا في استبعاد عناصر مناصرة لقيادات بالهيئة العليا من أقسام بعينها ورد الأخري عليها برسائل تحذيرية. وكشفت مصادر لروزاليوسف بالمحافظات عن تقدمهم بشكاوي لقيادات بالهيئة العليا من ضمنهم بدراوي وأباظة ينتقدون فيها الترويج للمنظمات الحقوقية الممولة أمريكيا والتابعة لقيادات وفدية داخل جريدة الحزب مطالبين بضرورة الفصل بين العمل الحزبي والحقوقي الأمر الذي رددته عناصر بالجريدة بعيدين إلي حد كبير عن الحزب. وأكدت قيادات بالجريدة أنهم تقدموا بشكاوي ضد انخفاض مرتباتهم، دون الاستجابة لمطالبهم في الوقت الذي يتم فيه الاستعانة بمتدربين جدد يمثلون عبئًا علي الجريدة. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة رددت عناصر بالحزب والجريدة أن هناك أزمة بين بدراوي وسعيد عبدالخالق رئيس التحرير الأمر الذي استبعدته عناصر أخري مؤكدة أن المواجهة الحقيقية بين بدراوي وأباظة، وفي محاولة لرأب الصدع اقترحت قيادات أن تضع مؤسسات الحزب حلولاً توافقية لإصلاح وضع الجريدة التحريري والإداري داخل مؤسسات الحزب تمهيدًا لرفعها لمجلس الإدارة رافضين استخدام الجريدة لتحقيق أهداف انتخابية.