قال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين إن العاصمة الروسية أصبحت واحدة من أكبر المراكز المتخصصة في إنتاج الطائرات المسيرة المخصّصة لدعم قدرات الجيش الروسي، في مؤشر على التوسع المتسارع للصناعات العسكرية والتكنولوجية داخل المدينة خلال السنوات الأخيرة. وأوضح سوبيانين، خلال تقديمه تقريرًا عن أداء حكومة موسكو أمام مجلس الدوما وبحسب ما نقلته وكالة «تاس» الروسية، أن المدينة استطاعت بناء بيئة صناعية متكاملة تضم شركات ومجمعات إنتاج ومراكز بحث وتطوير، تعمل جميعها على تعزيز قدرات البلاد في مجال الصناعات الدفاعية، لا سيما تكنولوجيا المسيّرات. وأشار العمدة إلى أن هذا التوجه يعكس إدراك السلطات الروسية لأهمية الطائرات بدون طيار في ساحات القتال المعاصرة، نظرًا لدورها في الاستطلاع والمراقبة والدعم القتالي وتنفيذ المهام الدقيقة بأقل كلفة وخسائر بشرية. ولفت إلى أن موسكو «رغم التحديات» تمكنت من الحفاظ على وتيرة عالية من التطوير الصناعي، مع التركيز على الابتكار وتوطين التقنيات الحيوية داخل روسيا. ويرى مراقبون أن توسّع إنتاج المسيرات في موسكو يندرج ضمن جهود أوسع تقوم بها الحكومة الروسية لتعزيز اكتفائها الذاتي في الصناعات الدفاعية، وتقليص الاعتماد على الخارج، مع الاستثمار في منظومات تسهم في تغيير موازين الحرب الحديثة. كما يعتبر البعض أن تحويل العاصمة إلى مركز صناعي كبير في هذا المجال يمنح دفعة للاقتصاد المحلي، ويوفر فرص عمل في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والهندسة والتصنيع. وفي الوقت نفسه، يثير الانتشار المتزايد للمسيرات في النزاعات مخاوف دولية متنامية بشأن طبيعة الاستخدامات العسكرية لهذه التكنولوجيا وأثرها على قواعد الاشتباك وأمن المدنيين، في ظل دعوات إلى وضع أطر تنظيمية أكثر صرامة تحكم إنتاجها وتداولها.