بوتين: نسخ منتجات الآخرين يهدد السيادة وروسيا ستعتمد على ثقافتها في تطوير الذكاء الاصطناعي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس أن الاعتماد على تقليد أو نسخ منتجات الآخرين في مجال التكنولوجيا، خصوصًا في الذكاء الاصطناعي، يمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة الدول واستقلالها الفكري والتقني، مشددًا على أن روسيا ستركز على تطوير منظومتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي استنادًا إلى قيمها وثقافتها الوطنية.
وقال بوتين، خلال كلمته في مؤتمر الجمعية الجغرافية الروسية، ونقلتها وكالة أنباء "تاس"، إن الذكاء الاصطناعي أصبح ساحة رئيسية للتنافس الدولي، ليس فقط في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، بل أيضًا في الميادين الفكرية والثقافية، معتبرًا أن من يسعى لتقليد الآخرين أو استنساخ حلولهم التقنية سيجد نفسه تابعًا بشكل دائم للآخرين.
وأوضح الرئيس الروسي أن "نسخ المنتجات والخوارزميات الأجنبية لا يؤدي فقط إلى التبعية التكنولوجية، بل أيضًا إلى الهيمنة الأيديولوجية، لأن التقنيات الحديثة – وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي – تحمل داخلها منظومات فكرية وقيمية محددة، وهو ما يجعل من الضروري أن تقوم كل دولة بتطوير نظمها الخاصة بما يتوافق مع هويتها الحضارية".
وشدد بوتين على أن روسيا تعمل حاليًا على بناء نموذج سيادي للذكاء الاصطناعي يراعي القيم الروسية ويخدم مصالح المجتمع الروسي، مشيرًا إلى أن تطوير هذا المجال يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة ومراكز البحث العلمي والقطاع الخاص لضمان إنتاج تقنيات مبتكرة ذات طابع وطني.
كما أشار إلى أن بلاده ستواصل الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتعليمية من أجل تدريب الكوادر القادرة على تطوير الأنظمة الذكية المتقدمة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة لخدمة الإنسان، لا وسيلة للهيمنة أو التلاعب بالمجتمعات.
وأكد بوتين أن روسيا "لن تسمح لأي جهة خارجية بفرض معاييرها التقنية أو الفكرية"، داعيًا الدول الأخرى إلى تبني نهج يحترم التنوع الثقافي والتقني في تطوير الذكاء الاصطناعي، بدلًا من محاولات الاحتكار أو فرض النماذج الغربية الموحدة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل التنمية الاقتصادية والأمن القومي العالمي، ومن ثم فإن الدول التي ستنجح في الجمع بين الابتكار والاستقلال الفكري ستتمكن من تأمين مكانتها في النظام الدولي الجديد.
واختتم الرئيس الروسي كلمته بالتأكيد على أن روسيا تمتلك كل المقومات لتكون قوة رائدة في هذا المجال، بفضل ثروتها العلمية والبشرية، متعهدًا بأن الحكومة ستوفر كل الدعم اللازم للمؤسسات البحثية والشركات المحلية لتطوير حلول ذكاء اصطناعي "روسية المنشأ، عالمية التأثير".