قالت صحيفة عبرية، الخميس، إن الولاياتالمتحدة "طلبت من إسرائيل تولي المسئولية الكاملة عن إزالة الدمار الواسع في قطاع غزة تمهيدًا لبدء مرحلة إعادة الإعمار، وهي عملية يُقدّر أن تكلف مليارات الشواكل (الدولار= 3.21 شيكل)، وتمتد لسنوات". وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت عامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأممالمتحدة بنحو 70 مليار دولار. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن "واشنطن نقلت إلى تل أبيب طلبًا رسميًا يقضي بأن تتحمل إسرائيل التكلفة المادية والفنية لإزالة ملايين الأطنان من الركام الناتج عن عامين من الهجمات العسكرية، بما في ذلك عمليات القصف الواسع التي نفذها سلاح الجو وتسوية أحياء كاملة بدبابات D9". وزعم مصدر سياسي إسرائيلي، تحدث للصحيفة، أن "الحكومة الإسرائيلية وافقت مبدئيًا على الطلب الأمريكي، في خطوة قد تبلغ كلفتها مئات ملايين الشواكل لمراحل الإزالة الأولية، بينما تُقدّر التكلفة الإجمالية للمشروع كله بعدة مليارات". ووفق الصحيفة، "يأتي هذا التطور بعد أيام من تصريح رئيس وزراء قطر (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني) بأن على إسرائيل، لا الدول العربية، تحمل كلفة إعادة إعمار غزة، مشبّهًا الأمر بمسئولية موسكو عن إعادة إعمار الدمار في أوكرانيا". وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن قطاع غزة يرزح تحت نحو 68 مليون طن من الركام، وهو ما يعادل وزن 186 برجًا بحجم مبنى "إمباير ستيت" في نيويورك، فيما تشير الأممالمتحدة إلى أن إزالة هذا الحجم الهائل من الدمار قد يستغرق سنوات طويلة ويتطلب موارد ضخمة. وفي قضية أخرى، أشار تقرير "يديعوت أحرنوت" إلى أن "إسرائيل نقلت للوسطاء صورًا جوية ومعلومات استخبارية تتعلق بمكان دفن الجندي المحتجز (الأسير) القتيل رون غويلي المتبقي في غزة، مؤكدة أن التقدم في الاتفاق مرهون بإعادة جثمانه". وأفرجت حماس عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا بحوزتها خلال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، إضافة إلى تسليم جثامين الأسرى المتوفين لديها، باستثناء أسير واحد قالت إنها ما زالت تواصل البحث عنه. وبالمقابل، تواصل إسرائيل الإصرار على أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى وإنهاء الحرب في غزة مرتبط باستعادة جثة غويلي. ومطلع الأسبوع الجاري، نقلت القناة 12 عن مسئول إسرائيلي لم تسمه، أنه تم تجديد أعمال البحث عن جثة الجندي غويلي في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، مشيرا إلى وجود "تفاؤل" بإمكانية التوصل إلى نتيجة قريبا. في السياق ذاته، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إنّ "الولاياتالمتحدة تدفع نحو نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة مطلع عام 2026، وهي قوة متعددة الجنسيات تقودها واشنطن". ووفق الصحيفة، "أبدت إندونيسيا وأذربيجان استعدادًا لإرسال قوات، بينما تدرس دول أخرى تقديم معدات أو تدريبات دون نشر جنود". ولم يصدر تعقيب فوري من الدول التي ذكرتها "يديعوت أحرونوت". والخميس، ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أن الرئيس دونالد ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي على رأس قوة الاستقرار المزمع نشرها في قطاع غزة. وفي 18 نوفمبر الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالأغلبية مشروع قرار أمريكي بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027. وبحسب القرار، ستدار غزة عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية انتقالية، تعمل تحت إشراف "مجلس سلام" تنفيذي بقيادة ترامب، وفقا لخطته. ووفقا لخطة طرحها ترامب، بدأت في 10 أكتوبر الماضي مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وتشمل المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بنودا بينها إدارة غزة عبر حكومة انتقالية مؤقتة تتكون من لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، ووضع خطة اقتصادية من الرئيس ترامب لإعادة إعمار غزة.