تشهد مصر فجر غدٍ واحدة من أندر الظواهر الفلكية وأكثرها جذبًا للأنظار، حين تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس بمعبده الشهير في أبو سمبل، جنوبأسوان، في مشهد يتكرر مرتين فقط كل عام، ويجمع بين عبقرية الهندسة المصرية القديمة وسحر الأسطورة. وتخترق أشعة الشمس الممر الصخري الذي يمتد بطول نحو 200 متر داخل المعبد، لتضيء وجوه ثلاثة تماثيل: رمسيس الثاني، والإلهين رع حور آختي وآمون رع، بينما يظل تمثال الإله "بتاح" – المرتبط بالظلام – في الظل، في دلالة رمزية دقيقة تعكس عمق المعرفة الفلكية لدى المصريين القدماء. ينتظر هذا الحدث آلاف الزوار من المصريين والسياح، يستمر نحو 25 دقيقة فقط، لكنه يكشف عن فهم علمي متقدم لحركة الشمس، استطاع الفراعنة توظيفه بدقة مذهلة قبل أكثر من 3300 عام. ويعتقد أن اختيار موعدي التعامد (22 أكتوبر و22 فبراير حاليًا) يرتبطان بيومي ميلاد وتولي رمسيس الثاني العرش، وفق إحدى الروايات، فيما تشير أخرى إلى ارتباط الظاهرة ببداية موسم الزراعة.